عرفان بوزان - الجزيرة ترك - ترجمة وتحرير ترك برس

لم يختر السوريون قدرهم في السكن في الأقبية الرطبة والمخازن والدكاكين. لقاء 100 ليرة يدفعها الواحد منهم في الشهر، يقيم 10 أو 15 سورياً في مكان لا تساوي قيمة إيجاره 500 ليرة تركية. وقد تعرضت تلك الأقبية والدكاكين تعرضت لتكسير زجاجها وكانت هدفاً لأحجار الغاضبين.

يعيش السوريون في منطقة "محمد عاكف" في "إكي تيللي"، ولم تكن هناك دلائل واضحة على الهجوم الذي تعرض له السوريون في تلك المنطقة. مساء الأحد الماضي، اتفق الجميع على أنّ بداية الحكاية هي أن طفلاً سورياً اختلف مع أطفال الحي فهجم والده على الأطفال الآخرين، مما سبّب تدخل 15-20 من شباب الحي، وزاد عدد المنضمين إلى الشجار حتى وصل عددهم إلى المئات من أبناء الحي. و أدّى تناقل الخبر من شخص لآخر إلى تحوّل الحكاية إلى حادثة تهجم على طفل، وكانت النتيجة الهجوم على الأماكن التي يتواجد فيها السوريون وتوقف الهجوم بتدخل الشرطة.

تجولت كاميرا الجزيرة ترك في الحي صباح اليوم التالي للواقعة التي لم يستغرب أحد لحدوثها، ويقول البعض إنها نتيجة تراكمية. لم نعثر على أحد شهود الحادثة، ولكنّ إزعاج الفتيات والتهجم على الأطفال وإزعاج مؤجري البيوت بعدم إعطائهم أجرة المنزل الذي يسكنون فيه.

اتخذ السوريون من حي محمد عاكف وحي أتاتورك في منطقة إكي تلي بسبب ورشات القماش القريبة من المنطقة. التقى مراسل الجزيرة ترك بأحمد، وهو شاب من مدينة حماة يعمل في ورشة خياطة لقاء 1000 ليرة تركية شهريا، ويبيت مع أخيه الذي يعمل معه في نفس الورشة في القسم الخلفي من بوفيه يديره سوريون أيضاً. روى أحمد كيف فوجئ بالحجارة وهي تنهال عليهما وهما يتناولان طعامهما، ولدى سؤالهما عن سبب المشكلة قالا إنّهما لم يفهما ما حدث. لم يعثر المراسل على سوريين آخرين في الحي، فبعضهم ترك الحي لحين وبعضهم لا يخرج من منزله. ولدى سؤال الأتراك قالوا إنّ أصل المشكلة هم الشباب السوريون الذين يملؤون شوارع الحي، والذين وصفهم أحدهم بأن مظهرهم مزعج للغاية وهم يرتدون شحاطة وبنطلونات قصيرة ويحملون مسبحات في أيديهم ويتصايحون.

يتسائل أحد الأتراك: هل هم في عطلة؟ عليهم أن ينتبهوا لتصرفاتهم. سأل المراسل أحد الأتراك المقيمين في الحي منذ عام 1995، فقال إنّ الحي يسكنه مواطنون من مختلف المدن التركية، منهم السنة ومنهم العلويين، وحتى مجئ السوريين لم يكن هناك ما يعكر صفو الحي، أما الآن بسبب الشباب السوريين لم يعد أحد يستطيع التجول مع زوجته براحة.

الأمر الوحيد الإيجابي الذي قاله أحد الأتراك لمراسل الجزيرة ترك وهو يقف أمام واجهة أحد الدكاكين المحطمة عن السوريين هو الطعام والكباب الذي يحضرونه.

عن الكاتب

عرفان بوزان

مراسل الجزيرة ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس