د.وسيم بكراكي - خاص ترك برس

مع صباح يوم 12 أيلول 2015 بدأ قياديو وأعضاء حزب العدالة والتنمية بالتوافد إلى مدينة أنقرة للمشاركة بالمؤتمر التأسيسي الخامس. فلم تتسع الصالة المخصصة لعقد هذا المؤتمر والتي تتسع لـ 12 ألف نسمة لأعداد الوافدين من 81 ولاية مختلفة. وهو ما حمل منضمي المؤتمر على إعداد شاشة كبيرة في الخارج ورفع منصة خاصة لمتابعة هذا الحدث من الخارج. كما لم يغفل رئيس الحزب الحالي ورئيس الوزراء التركي الأستاذ الدكتور أحمد داوودأوغلو من الوقوف على هذه المنصة خلال دخوله وإلقاء كلمة ترحيبية بالحضور يشكرهم فيه على حضورهم المتميز والفاعل.

أذكر لكم اليوم في هذه المشاركة رؤوس أقلام أولية لهذا الحدث المهم على الساحة التركية:

لم تكن هناك مشاركة من السيد عبد الله غول أحد مؤسسي الحزب الثلاثة في هذا المؤتمر واكتفى بإرسال رسالة قرأت على الحاضرين جاء فيها: "أعزائي وأبطال حزب العدالة والتنمية المتميزين إيثاراً وصبراً... أتمنى أن يكون مؤتمر حزب العدالة والتنمية الخامس، وهو الحزب الذي أتشرف بأن أكون من مؤسسيه، وسيلة خير لوطننا وملتنا وديموقراطيتنا... أتمنى لحزب العدالة أن لا يحيد عن مباديه التي أسس عليها وأن يستمر في هذه المرحلة الصعبة بأسس الحق والعدالة، وأن تكون حركته وفقاً لمبدأ الشورى المشتركة لإيجاد الحلول لمشاكل أمتنا.."

كان المؤتمر متميزاً بالحضور المعنوي لمؤسس الحزب ورئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان في هذا المؤتمر الذي هو فعلياً المؤتمر الأول الذي لا يشارك فيه شخصياً بسبب تسلمه منصب رئاسة الجمهورية، ولكنه حضر في أكثر من موضع من خلال الهتافات المتكررة لمندوبي الحزب وأعضائه، ومن خلال الشعر الذي عرض بصوته من التسجيلات السابقة للحزب، ومن خلال الفيلم القصير الذي عرض نبذة عن حياته بصفته مؤسساً لهذا الحزب تخللها مقتطفات من خطاباته السابقة التي هزت القاعة حماسة وفرحاً كالعادة.

كان الرئيس  داوود أوغلو هو المرشح الوحيد لرئاسة الحزب من جديد وذلك بتوقيع 1380 عضو مفوض من قيادات الحزب. علماً أنه جرى الحديث سابقاً عن امكانية ترشح أسماء أخرى مثل بشير أتالاي وغيره. وهكذا وبعد التصويت داخل القاعة أعيد انتخاب داوود أوغلو رئيساً لحزب العدالة والتنمية بعدد 1353 صوت، أي بكامل عدد أصوات المنتخبين الذين حسبت أصواتهم إضافة إلى 7 أصوات ملغاة بسبب الأخطاء.

تضمن المؤتمر نأسيس منصبين جديدين بصفة نائب الرئيس يعنى أحدهما بحقوق الإنسان، والثاني بشؤون المدن والبيئة والثقافة، كما أعلن عن إلغاء القانون الأكثر جدلاً والذي يفرض منع النواب والوزراء من العمل لأاكثر من ثلاث دورات متتالية وذلك بشكل خاص بهذه الدورة الإنتخابية بسبب الفترة القصيرة التي عمل بها في البرلمان الجديد. كما أعلن داوود أوغلو عن عدد من النقاط الرئيسية التي سيتم العمل بها في المرحلة القادمة كانت على الشكل التالي:

العمل على إعادة بناء الثقة داخلياً
التأكيد على مبادئ الديموقراطية بكامل أسسها
إعادة بناء البيروقراطية في الدولة بأفضل الأشكال الممكنة
متابعة عملية الترميم أقتصادياً
متابعة عملية الترميم حضارياً وثقافيا
متابعة الخطوات المتخذة في السياسة الخارجية
الإستمرار في محاربة المجموعات الإرهابية ومن يساعدهم..
تثبيت الخطوات الإصلاحية التي تم اتخاذها في 17 نيسان في الشأن القضائي

تم عرض هذا المؤتمر بشكل مباشر بستة لغات مختلفة هي التركية والعربية والإنكليزية والروسية والفرنسية والألمانية.

شهد المؤتمر مشاركة وفود عالمية كان على رأسها مشاركة الوفد الفلسطيني المكون من 17 شخص وعلى رأسهم القائد السياسي لحركة حماس خالد مشعل، كما حضر نائب رئيس الجمهورية العراقي إياد علاوي وأسامة النجيفي، رئيس حركة الإصلاح والتغيير التونسية الشيخ راشد الغنوشي، وزير خارجية البرازيل السابق ووزير دفاعها الحالي جيلسو نونيس أمورين، رئيس الوزراء المغربي السابق عباس الفاسي، وعدد من نواب البرلمان الأوروبي من ألمانيا وبلجيكا وعيرها، ووفود عربية من العديد من الدول العربية ولبنان...

لم يشهد هذا المؤتمر عزف للموسيقى احتراماً لأرواح شهداء تركيا الذين سقطوا في الحرب على الإرهاب كما صرح رئيس ديوان الحزب.

وأخيراً، شهد هذا المؤتمر رفعاً للعديد من الشعارات والهتافات كان على رأسها: "هم يتكلمون وحزب العدالة يفعل" "كان حلماً وصار حقيقة" "لا أنظر إلى الغوغار، أنظر إلى العمل" "أنبروا الأضواء، لتضيء تركيا" "شعب واحد، علم واحد، دولة واحدة، وطن واحد".

عن الكاتب

د. وسيم بكراكي

كاتب لبناني


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس