إمره أكوز - جريدة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

لقد تم الإعلان عن التشكيل الوزاري الجديد، وإن شاء الله سيكون احمد داود أوغلو بتشكيلته الوزارية التي ضمّت وزراء قدامى وجدد، ناجحا في مهمته. لأن نجاحهم يعني في المحصلة أننا سنستمر في حياة أكثر راحة وطمأنينة وأمنا.

كل شخص ينظر للوزراء من منظوره الشخصي، لأن كلا منهم لديه مشكلة بحاجة إلى حل. فعندما يصبح أخ زوجة ابن العم وزيرا سنفرح بذلك جدا، لأنه مشاكلنا ستُحل.

لكن أنا سأنظر بمنظور العلاقة بين رئيس الجمهورية اردوغان وبين رئيس الوزراء داود أوغلو، لأن هذه العلاقة ستكوّن اللون السائد للانتخابات التي من المفترض أن تكون في شهر حزيران/يونيو 2015.

في الأصل نحن أمام مجلس وزاري اردوغاني. لأن معظم الوزراء كانوا ضمن حكومته السابقة. لكن عندما ننظر إلى الوزراء الجدد: يالتشين أكدوغان، نعمان كورتولموش ونور الدين جانيكلي فإننا نجد أنها أسماء مرتبطة بصورة مباشرة باردوغان.

نائب رئيس الوزراء يالتشين أكدوغان، كان رئيس مستشاري اردوغان وكان كمتحدث غير رسمي باسم الحكومة عبر كتاباته في الصحف.

بينما نائب رئيس الوزراء الآخر نعمان كورتولموش صاحب رؤية وطنية. كان رئيس حزب صوت الشعب. ثم ضمّه لاحقا اردوغان إلى حزب العدالة والتنمية ودمجه معه. حتى إن بعض المراقبين توقعوا أن يصبح نعمان كورتولموش رئيسا للوزراء بعد وصول اردوغان إلى رئاسة الجمهورية.

نور الدين جانيكلي الذي أصبح وزير التجارة هو أيضا مقرب من ادروغان، وكان نائبا في البرلمان لثلاث فترات، وأحد مؤسسي الحزب، وأيضا كان ممثل الكتلة الانتخابية للحزب. بينما مولود تشاوش أوغلو الذي نُقل لوزارة الخارجية كان أصلا وزير الاتحاد الأوروبي في حكومة اردوغان. ليحلّ محله فولكان بوزكور ليشغل منصب وزير الاتحاد الأوروبي في الحكومة الحالية.

في المحصلة لا أستطيع القول انه لا يوجد ولا وزير في هذه الحكومة "جاء كخيار من داود أوغلو". ربما هناك اسم أو اثنان كانوا من ترجيحاته.

من المؤكد أن هناك أيام شاقة وصعبة تنتظر رئيس الوزراء داود أوغلو لأسباب منها:

مجرّد أن تكون رئيس حزب أو رئيس وزراء خلفا لشخصية قوية لزعيم مثل اردوغان هي مسألة صعبة بحد ذاتها، لأن كل جملة ستقولها أو أي عمل ستقوم به سيقارن بذلك القائد.

كل مدير يرغب بالعمل مع طاقمه الخاص: مع أشخاص يعرفهم، يعرف سماتهم وخصائصهم، أصحاب علم وخبرة وعلى استعداد لإفادة مديرهم بها، مع أشخاص يستمعون كلام مديرهم.

لكن الحكومة الثانية والستين هي بمعظمها امتداد لطاقم اردوغان. هي أسماء ستقول لمديرها عندما يطلب منهم تغييرا في عملهم:" دعني أسال رئاسة الجمهورية عن هذا الأمر".

وإذا أردنا تذكّر أن داود أوغلو نفسه تم إحضاره من قبل اردوغان ليصبح وزيرا ثم رئيس الحزب ثم رئيس الوزراء في النهاية، فإننا نعتقد أن الحكومة الثانية والستين، وإن لم تكن كذلك بالقانون الأساسي، ستكون تطبيقا عمليا لحكومة رئاسية: على رأس الوزراء رئيس وزراء وأمام رئيس الوزراء رئيس جمهورية.

هذا هو النموذج، وسنتابع كيف سيكون أدائهم اليومي.

عن الكاتب

إمره أكوز

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس