سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

الأخبار التي تداولتها الصحف العالمية حيال قيام الإدارة الأمريكية بتزويد منظمة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري بـ 50 طن من الذخائر والأسلحة خلال الأيام الأخيرة، واستياء الحكومة التركية من هذه الخطوة الأمريكية، أودت بالعلاقات التركية الأمريكية إلى منعطف حرج في هذا الخصوص. فالأزمة تفاقمت مع التحذيرات الأخيرة التي أطلقها رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" حيال النتائج المحتملة لتزويد التنظيم بالسلاح.

تصريحات داود أوغلو في هذا الصّدد كانت على الشكل التالي: "إننا نعتبر تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، امتداد لتنظيم حزب العمال الكردستاني الذي يقوم بعمليات إرهابية في تركيا. وفي حال تمّ إثبات تسريب هذه الأسلحة من قِبل عناصر هذا التنظيم السوري إلى داخل الأراضي التركية، فإنّ القوات التركية لن تتوانى في قصف مخازن تلك الأسلحة في الداخل السوري". كما أوضح داود أوغلو خلال تصريحاته، أنّه لا يمكن لأحد إعطاء القيادة التركية ضمانات بعدم وصول هذه الأسلحة إلى يد عناصر حزب العمال الكردستاني، وإنّ التصريحات التي يطلقها البعض حيال عدم السماح لعناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني بامتلاك تلك الأسلحة، تفتقر إلى المصداقية.

وإنّ تصريحات القيادة التركية هذه، تعتبر الأعنف منذ بدء التقارب بين الولايات المتحدة الأمريكية وتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري.

 

المخاوف التركية

إنّ السبب الرئيس الذي دفع القيادة التركية إلى معارضة هذه الخطوة الأمريكية بهذا الشكل، هو اعتقاد الحكومة التركية بأنّ تنظيم حزب العمال الكردستاني سيحصل على هذه الأسلحة بشكل أو بآخر، وسيقوم باستخدامها في عملياته الإرهابية داخل الأراضي التركية. فالقيادة التركية كانت ثابتة على هذا الموقف منذ اليوم الأول من تشكيل منظمة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا. وعلى الرغم من التصريحات المتعاقبة للمسؤولين الأمريكيين والتي تفيد بأنّ الدعم العسكري الأخير المتمثّل بـ 50 طن من الذخائر والأسلحة المختلفة، ليست مخصوصة لعناصر تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إنما لقوى الحركة الديمقراطية التي تم تشكيلها مؤخرًا في سوريا لمحاربة تنظيم داعش في محافظة الرقة، إلّا أنّ القيادة التركية ترى عكس ذلك وترى في الأمر تهديداً مباشرًا لسلامة أراضيها.

رد الفعل الأمريكي

بالمقابل وتعليقًا على الانزعاج التركي من الخطوة الأمريكية الداعمة لتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، فإنّ المتحدثين الرسميين الأمريكيين يعلنون عن تفهّمهم للموقف التركي الرافض لتسليح عناصر هذا التنظيم ويقولون إنّ المفاوضات مع القيادة التركية في هذا الصّدد ما زالت جارية. فعلى سبيل المثال، فإنّ المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية أعلن بأنّ من أولويات الولايات المتحدة، محاربة داعش وتقديم كافة أنواع الدعم للمجموعات التي تتصدى لهذا التنظيم والاستمرار في هذا الدعم.

من الواضح أنّ كل من أنقرة وواشنطن متمسكان بمواقفهما حيال مسألة تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. فالمعادلة بين الطرفين الأن على الشكل التالي: "الولايات المتحدة الأمريكية ترى في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، المنظمة الوحيدة المستعدة لمحاربة تنظيم داعش على الأرض، وذلك في غياب القوى الراغبة في دخول الصراع البري مع داعش. وبناء على ذلك فإنّ الولايات المتحدة تقول بوجود دعم هذه الكتلة. بينما ترى تركيا في حزب الاتحاد الديمقراطي على أنه الجناح العسكري لتنظيم حزب العمال الكردستاني الذي يشكل خطرًا على الدّولة التركية، ولذلك تعارض دعم هذا التنظيم.

وإنني على قناعة بأنّ حل هذا الخلاف الحاصل بين أنقرة وواشنطن لن يكون بالسهل، لكن على كلا الحليفين أن لا يسمحا بنشوب أزمة مزمنة بين الطرفين بسبب تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس