الأناضول

تغطية إعلامية "استثنائية" واهتمام لافت حظيت بها الزيارة، التي قام بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لقطر واستمرت يومين ووصف بـ"التاريخية". 

وتصدرت الزيارة وما أسفر عنها من نتائج، وما تخللها من تصريحات، مانشيتات جميع الصحف القطرية الأربع، وكانت موضوع افتتاحياتها ومقالاتها اليوم الخميس.

وفيما أصدرت صحيفة "الشرق" القطرية ملحقا خاصا بالزيارة، قامت قناة "الريان" وتلفزيون قطر، بتقديم "تغطية خاصة" للزيارة، وأبرزت قناة "الجزيرة" تصريحات أمير قطر والرئيس التركي وقدمت قراءة لما أسفرت عنه. 

واختتم الرئيس التركي، أمس زيارة للدوحة استمرت يومين، التقى خلالها أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعقد الجانبان أول اجتماع للجنة الاستراتيجية العليا، تم خلاله التوقيع على 15 اتفاقية وبروتوكولًا ومذكرة تفاهم في مجالات شتى. 

وعقد الزعيمان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، كما زار أردوغان جامعة قطر وألقى كلمة فيها، بعد أن منحته الجامعة أول دكتوراه فخرية في تاريخها، واختتم زيارته بالمشاركة في افتتاح معرض الدوحة الدولي للكتاب، الذي تحل تركيا ضيف شرف عليه العام الحالي. 

وخلال حديثه عن زيارة أردوغان ونتائجها بقناة "الجزيرة"،  أبرز جابر الحرمي رئيس تحرير "الشرق" قيام الجانبين بتوقيع 15 اتفاقية وبروتوكولًا ومذكرة تعاون بين قطر وتركيا في قطاعات مختلفة. 

وبين أن العلاقات التركية القطرية انتقلت "من مجرد علاقات بين الدول إلى مرحلة التحالف الحقيقي". 

وأشار الحرمي إلى أن الأمة العربية بحاجة إلى حليف قوي وأمين وصادق، وأن تركيا هي الأصدق في تعاملها مع القضايا العربية، وبخاصة القضية الفلسطينية، والدفاع عن القضايا العربية في المحافل الدولية. 

ولفت أن تركيا إنحازت على الدوام للشعوب العربية، ولا سيما خلال الربيع العربي، كما أنها دافعت عن الشعب السوري لافتاً الى وجود تناغم حقيقي بين الدول العربية وتركيا. 

وبين الحرمي أن التخوف من عودة ما يسمى بــ"العثمنة" إلى المنطقة العربية لا صحة له، مشدداً على أن تركيا أكدت صدقها مع القضايا العربية في الفترة الأخيرة، وقلل من المخاوف الناشئة من عودة النفوذ التركي إلى المنطقة العربية. 

بدروهما قدم كل من تلفزيون قطر وقناة "الريان" الفضائية "تغطية خاصة" ، بشكل منفصل، للزيارة، استضافا فيهما عددا من الخبراء وتم تقديم عدد من التقارير التي تضمنت أنشطة الرئيس التركي خلال الزيارة ، وتصريحاته خلالها، ومشاركته في افتتاح معرض الدوحة للكتاب، كما بثتا تقارير تلفزيونية خاصة تبرز الشراكة الإستراتيجية والتعاون بين البلدين في شتى المجالات، وأفق التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بين الجانبين. 

أيضا على صعيد التغطية الاستثنائية، أصدرت جريدة "الشرق" القطرية اليوم ملحقا خاصا عن الزيارة،  تحت عنوان " قطر وتركيا مواقف متطابقة". 

وجاء مانشيت الملحق تحت عنوان "قطر وتركيا تدشنان مرحلة التعاون الإستراتيجي". 

ومن عناوين الملحق الداخلية "حفاوة ثقافية بالرئيس التركي في افتتاح معرض الدوحة للكتاب"، و"جامعة قطر تمنح الرئيس التركي أول دكتوراه فخرية في تاريخها". 

وأورد الملحق تصريحات الرئيس التركي، خلال الكلمة التي ألقاها في جامعة قطر، ومنها "أردوغان: مهتمون بأمن قطر والخليج ونتطلع لمزيد من الشراكة/ لا توجد دولة في العلم تكافح داعش أكثر من تركيا/ ليس من حق روسيا نشر افتراءات ضدنا بشأن تنظيم داعش/ تركيا لم تقفد قيمها الأخلاقية حتى تشتري النفط من تنظيم داعش" 

وإلى جانب الملحق الخاص أبرزت صحيفة  "الشرق" على صدر صفحتها الأولى تصريحات أمير قطر والرئيس التركي ، حيث جاء المانشيت الرئيسي للجريدة تحت عنوان : " سموه والرئيس أردوغان يدشنان أعمال اللجنة الإستراتيجة العليا ويشهدان توقيع 15 اتفاقية في مختلف المجالات/ الأمير: الأنظمة القمعية سبب الإرهاب بالمنطقة / أردوغان: تركيا وقطر تمضيان نحو المستقبل بخطى ثابتة وتقفان صفا واحدا لمكافحة الإرهاب". 

بدورها قدمت "بوابة الشرق" – الموقع الإلكتروني للجريدة- تغطية خاصة عن الزيارة بالصور والفيديو، مع إبراز التفاعل الرسمي والشعبي، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي. 

الزيارة وما تضمنته أيضا شغلت مانشيتات بقية الصحف القطرية، حيث جاء في الصفحة الأولى لجريدة "العرب" تحت عنوان : "سموه وأردوغان يشهدان التوقيع على اتفاقيات وبروتوكولات ومذكرات تفاهم بين البلدين/ الأمير علاقاتنا مع تركيا استراتيجية ومتطورة جدا"، وفي جريدة "الوطن" تحت عنوان "قـطـر وتركيـا .. يـدا بيـد / الأمير: مواقفنا ثابتة ومتماثلة/ أردوغان: علاقتاتنا متينة ومتميزة"،  وفي "الراية" تحت عنوان "سموه وأردوغان يعقدان الاجتماع الأول ويبحثان تعزيز العلاقات/ الأمير: نقلة نوعية للعلاقات القطرية التركية/ الزعيمان يبحثان المستجدات الدولية والأوضاع الفلسطينية والسورية/ أردوغان: الزيارة ستسهم في تعزيز العلاقات وتحقق المزيد من التعاون". 

 الزيارة كانت موضوع افتتاحيات الصحف الصادرة اليوم، وكان لافتا أن تحمل افتتاحيتا جريدتي "الشرق" و"الراية" العنوان نفسه وهو " قطر وتركيا.. شراكة استراتيجية". 

وتحت هذا العنوان قالت "الشرق" إن الاجتماع الأول للجنة الإستراتيجية العليا، الذي عقد أمس برئاسة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد "عمق العلاقات الخاصة بين قطر وتركيا، وارتقاءها إلى أعلى المستويات بما يخدم المصالح الإستراتيجية للبلدين والشعبين الشقيقين، ويعزز المصالح المشتركة بما يحقق أهداف التقدم والرقي، الذي تسعى إليه القيادة الحكيمة للبلدين". 

وبينت الصحيفة أن " ما يربط بين قطر وتركيا، أقوى وأكبر من مجرد علاقات بين دولتين، فالمصالح المشتركة، والتنسيق العالي، والأهداف الموحدة، والآراء المنسجمة، تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية بما يخدم أمنها واستقرارها ومصالح شعوبها، كلها أمور تجعل من قطر وتركيا شريكين استراتيجيين مؤثرين في المنطقة والعالم". 

وأكدت أن " العلاقة المتميزة بين قطر وتركيا لصالح المنطقة، ولخدمة أمنها واستقرارها وتنميتها". 

ولفتت الصحيفة إلى أن " التوقيع على 15 من البروتوكولات والاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين، يعكس تعاونا غير مسبوق، ونقلة نوعية إلى آفاق أرحب، تلبي تطلعات وطموحات الشعبين القطري والتركي في إقامة شراكة استراتيجية تعود بالنفع على أبناء المنطقة. وهي شراكة تدعو للفخر والاعتزاز". 

بدورها اعتبرت جريدة "الراية" أن هذا الاتفاقيات الـ 15 التي  شملت مجالات متعددة، من بينها إلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين، "تمثل خطوة متقدمة مهمة ونقلة نوعية". 

وبينت أن "البلدين قد قدما ومن خلال شراكتهما الاستراتيجية التي جمعت بينهما، والرؤى المتطابقة حول مختلف القضايا الدولية والإقليمية، نموذجًا للعمل الثنائي المشترك في مواجهة الملفات الإقليمية والدولية الشائكة، والتعامل معها بجدية ومصداقية، ونجحا في حلها بالنظر إلى أنهما يشتركان معًا في الرؤى والمواقف للدفاع عن قضايا المظلومين والمقهورين في العالمين العربي والإسلامي". 

واقتبست الجريدة في افتتاحيتها من تصريحات أمير قطر ما تدلل به على المكانة التي تحظى بها تركيا لدى قطر والقطريين، قائلة : ""إن قطر كما أكد الأمير المفدى، تعتز بشراكتها الإستراتيجية مع تركيا لأنها تقوم على ركائز قوية ورغبة مشتركة". 

وتابعت:  "إنّ دولة قطر كما أكد أمير البلاد المفدى تولي أهمية بالغة لعلاقتها الإستراتيجية مع تركيا، خاصة أن مواقف البلدين ثابتة ومتماثلة في القضايا التي تخص المنطقة، خاصة القضايا العربية وبالأخص القضية الفلسطينية التي تشكل القضية الرئيسية للعرب، إضافة إلى الأزمة السورية التي لتركيا مواقف واضحة وثابتة منها، ولذلك فإن الشراكة القطرية التركية ستبقى أنموذجًا حيًا للشراكات الإستراتيجية بين الدول باعتبار أنها تمثل شراكة نموذجية غير مسبوقة". 

هذا الأنموذج التي تحدثت عنه "الراية" كان عنوان افتتاحية "الوطن" ، التي جاءت تحت عنوان : "قطر وتركيا .. أنموذج مثالي لعلاقات متميزة".  

وقالت الصحيفة: "إن هذا الأنموذج المثالي من العلاقات المتميزة، الذي تجسده العاصمتان الدوحة وأنقرة، يعطي قدوة مهمة على مسارات التعاون الإقليمي والدولي. ومن شأن هذا التعاون المستمر بين البلدين الشقيقين أن يسهم بشكل فاعل في تحقيق وصون السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي". 

موضوع الزيارة أيضا كان عنوان المقال الذي كتبه عبدالله العذبة رئيس تحرير جريدة "العرب" ، والذي جاء تحت عنوان "الأمير وأردوغان وصنع الاستقرار". 

وقال العذبة إن "زيارة الرئيس أردوغان إلى الدوحة، ليست فقط زيارة مهمة لضيف كبير وأصيل صاحب «كاريزما» في الأوساط السياسية والشعبية العربية والإسلامية، وليست فقط زيارة تاريخية لحضور الاجتماع الأول للجنة الاستراتيجية العليا القطرية – التركية (...) لكنها زيارة تأتي في توقيت دقيق، في وقت تعاني فيه المنطقة من زلزال جيوسياسي، خاصة في ضوء مكانة البلدين والرؤى والمواقف المشتركة للزعيمين تجاه العديد من التحديات الحالية، خاصة ما يتعلق بشأن دعم الشعب السوري وسعيه لاستعادة حريته." 

وتحدث العذبة عن الدكتوراه الفخرية التي منحتها جامعة قطر لأردوغان الذي وصفه "بالزعيم التركي الكبير"، مشيرا أن هذه "المرة الأولى التي تمنح فيه الجامعة الدكتوراه الفخرية لأحد". 

وبين أن "نتائج زيارة أردوغان، وما تم توقيعه خلالها من اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم في عدة مجالات، تؤكد أن العلاقات بين الدوحة وأنقرة مرشحة لمزيد من الرسوخ والعمق، خاصة مع تسجيل البلدين «إنجازاً دبلوماسياً وشعبياً» آخر في مسار علاقاتهما التاريخية، يجسده تدشين المركز الثقافي التركي في قطر، تتويجاً لسنة كاملة من فعالية «2015.. سنة قطر- تركيا الثقافية»". 

وتوقع أن تشهد " الفترة المقبلة مزيداً من التنسيق في المحافل الدولية، في ظل تنامي أدوار البلدين، اللذين برزا كلاعبين مؤثرين وقوتين صاعدتين في الساحتين الإقليمية والدولية، بعد أن شهد لهما العالم بمناصرتهما قضايا الأمة". 

واختتم مقاله مؤكدا أن قطر بقيادة أميرها "ستظل حاملة مشعل نصرة قضايا الأمة، وستبقى « تركيا- أردوغان» شوكة في حلق كل داعمي نشر الفوضى وجلادي الشعوب وقادة الانقلابات العسكرية على أنظمة الحكم المدني".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!