رسول طوصون - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

أتحدث عن التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، هذا التحالف الذي وجد على أجندتنا بين ليلة وضحاها استنادا على قوانين ومواد دستور منظمة التعاون الإسلامي (İİT) الهادفة لإزالة الإرهاب والأسباب المؤدية له سواء المسلح منه أو غير المسلح، وتركيا من بين 34 دولة إسلامية أخرى في هذا التحالف.

حسب تصريح  المملكة العربية السعودية: "ستكون الرياض غرفة العمليات المركزية لإدارة العمليات العسكرية ضد الإرهاب، وسوف تقوم المملكة بتقديم الدعم اللازم والمشاركة في هذه العمليات".

***

أربعة وثلاثين دولة قامت بتحضيرات واجتماعات لهذا الهدف ولكن بسرية تامة حيث أن خبر الإعلان عن التحالف كان مفاجئًا للجميع، والذي يفهم من الموضوع أن السعودية قامت بمشاورات مع هذه الدول بناء على الأولوية وعندما حصلت على أجوبة إيجابية قامت بمثل هذا التصريح.

وهذا ما يمكن أن نفهمه من تصريح رئيس الوزراء داود أوغلو حين قال: "لوصلتنا دعوة من المملكة العربية السعودية من أجل عمل جماعي واسع وشامل ونحن بدورنا أفدنا بأننا ننظربأيجابية للموضوع".

أضف لذلك أننا نفهم من تصريحات الخارجية التركية التي قد أفادت بأن "التحالف ليس اتحادًا عسكريًا" بأن التحالف سوف يكون لمشاركة المعلومات الاستخبارية.

***

نعم، الواضح أن هناك مشروع في الأجواء لكن لم تتضح ماهيته ولم تمتلىء ثناياه الداخلية. والسعودية بتصريحها هذا هي حقيقة تشن حملة دبلوماسية جديدة، حيث أشار وزير الدفاع السعودي بأن الهدف من التحالف هذا ليس فقط داعش وإنما كل قوى الإرهاب في المنطقة.

الاسم جميل ورنان والهدف دقيق وصحيح، لكن لو لم يضعوا اسم الإسلام لهذا المشروع الذي لا نجد عنه أي معلومة سوى بضع جمل لكان أكثر إصابه للهدف.

تمنينا لو أنهم أعطوا تفصيلات عن هذا المشروع ودعوا كل الدول الإسلامية وهناك في الاجتماع وبناء على التصويت اختاروا أن يضعوا اسم الإسلام أو لا يطلقونه على هذا التحالف وهذا المشروع.

***

هذه التصريحات المبكرة جعلت من فكرة بقاء دول إسلامية أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وأغلب السكان فيها من الشيعة خصوصا إيران والعراق خارج هذا التحالف أمرا لا مفر منه. نحن لا نجد في سياسة إيران والعراق الدولتين العضوتين في منظمة التحالف الإسلامي سياسات صحيحة، تلك مسألة أخرى، لكنني لا أعلم مدى صحة جعل هاتين الدولتين المسلمتين خارج التحالف الإسلامي؟! 

في الواقع، اعترض العراق كذلك قائلًا إنه كذلك يقاتل الإرهاب.

هذا المناقشات بخصوص التحالف ضيق الأفق والمخرج قد "كفت وزادت" فبعضهم يسميه بالتحالف السني والبعض الآخر وصفه بالمشروع الأمريكي بغطاء سعودي، أما ذكر أن مصر وتركيا في التحالف ذاته جعل عند الشارع التركي قناعه عميقة بعدم إمكانية خروج هذا التحالف للحياة.

***

الحقيقة أن أي محاولة لتفهم المشروع بطريقة إيجابية كانت محل شبهة وشك لدى الجميع. 

فالإعلان عن تشكيل اتحاد جديد تحت اسم  فخم ورنان مثل "التحالف الإسلامي ضد الإرهاب" دون تزويد الدول الأعضاء في هذا التحالف بالمعلومات الكافية ودون تحديد معنى وتعريف الإرهاب الذي سيقاتلون، ودون إيضاح الآلية التي سيقاتلون ويجادلون بها هذا الإرهاب ودون تبين وتفصيل مدى مشاركة الدول الأعضاء ومسؤولياتها، كل هذا يجعل من مدى صحة وإصابة هذا الإعلان وهذا التحالف موضعًا للنقاش.

وهو يناقش فعلا!! 

برأيي إن مناقشة موضوع مشاركة الأنظمة الحاكمة في الدول الإسلامية في القتال والمجادلة ضد الإرهاب أمر مفيد حقا، لكن منحنا اسم الإسلام لمشروع لم تتضح هيكليته بعد وقد يكون محكوما بالفشل ويتكلل بالسقوط بدل النجاح  يعني إسائتنا لكلمة "الإسلام".

***

يجب التصفيق وتشجيع أي نوع من القتال والوقوف ضد الإرهاب.

والمملكة العربية السعودية تستحق التصفيق والتشجيع على خطوتها هذه.

لكن إعطاء التحالف اسمًا مثل "اتحاد الرياض ضد الإرهاب" قد يكون أكثر دقة وصحة.

وبذلك لن تسجل الفاتورة ولن يتلخص الحساب على اسم الإسلام.

إذا كنا سنمنح التحالف اسم الإسلام فيجب أن يكون قادرًا على استيعاب واحتواء كل الدول الإسلامية بلا استثناء. 

وبذلك يكون أفضل "جواب على من يحاولون المزج  والمطابقة بين الإسلام والإرهاب".

عن الكاتب

رسول طوصون

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس