رسول طوصون - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

لا تتأثر الحكومات ولو بذرة من موت آلاف الناس بل حتى الملايين منهم بإسم الأمن، ومن الإدارات الظالمة: أمريكا والمجازر التي ارتكبتها في عملياتها في أفغانستان والعراق.

لا ننسى كذلك ما فعلته روسيا بأفغانستان والشيشان وأخيرا في سوريا. واسرائيل بالبث الحي كيف قصفت بيروت وغزة. والسيسي كيف فرق آلاف المتظاهرين بالرصاص أمام الكاميرات والأسد كيف أمطر المدنيين بالبراميل المتفجرة.

نحن الآن في مواجهة روسيا المغرورة صاحبة الخيلاء، هي مذنبة وبنفس الوقت تتصرف وكأنها غير مذنبة، وهذا جلي من خلال سياساتها.

روسيا لكي تخفف على نفسها العقوبات المفروضة عليها من قبل أوروبا بسبب أزمة القرم وأوكرانيا فهي تظهر بمظهر المقاتلة لداعش وهي في نفس الوقت تدعم نظام الأسد في حربه في سوريا وتدعم حزب الاتحاد الديمقراطي ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا وتتهم تركيا بدعم الإرهاب بيد أن تركيا تكافح الإرهاب بكل أنواعه.

ألم يكفي أن روسيا تتهم تركيا بشراء البترول من داعش على العلم أن تاجرا  سوري الجنسية (جورج الحسواني) يعمل على التنسيق بين داعش والنظام السوري لبيعه البترول الداعشي، كل هذه أكاذيب وافتراءات  تدافع عنها وهي لا تخجل من نفسها أبدا.

عندما دخلت روسيا إلى سوريا بحجة قتالها داعش كانت التقارير تثبت بأن 90 بالمئة من هجماتها كانت ضد المعارضة المعتدلة، لأن الهدف الحقيقي لروسيا ليس محاربة الإرهاب بل دعم نظام الأسد ومنعه من السقوط حتى أنها قتلت حوالي 2000 شخص من أول يوم دخلت فيه روسيا إلى سوريا حتى الآن.

من جهة أخرى فإن الطيارين الروس الذين يخترقون القواعد مثل ما اخترقوا المجال الجوي لشرق أوروبا قادرون على اختراق المجال الجوي التركي، ففي السنة الماضية كان عدد مرات اختراق المجال الجوي لدول أوروبا الشرقية 150 مرة.

وأيضا عند الحدود التركية- السورية في 3 و4 و5 تشرين الثاني/ نوفمبر عندما اخترقوا المجال الجوي التركي قمنا بإنذارهم حتى أن المسؤلين الروس قدموا اعتذارهم ووعدوا بأن ذلك لن يتكرر لكن برغم كل هذا فقد عادوا مرة أخرى في تشرين الثاني واخترقوا المجال الجوي.

في 24 كانون الأول/ ديسمبر عندما عادوا واخترقوا المجال الجوي التركي كان الرد قاسيا من تركيا، وقالوا لقد طعنا من الخلف.

تركيا نبهت روسيا بشكل ودي قائلة: "انظري مثل ما أنت تحمي الروس أنا أيضا أشعر بمسؤوليتي في حماية التركمان، لا تقتربي من التركمان". ماذا فعل الروس؟ ذهبوا وأشعلوا النار في إقليم التركمان. من يطعن الآخر من الخلف يا ترى؟

بعد العقوبات التي فرضت على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية فإن تركيا لم توافق على هذه العقوبات وتركت أبوابها مفتوحة بوجه روسيا، لكن بوتين نسي أن تركيا فتحت أحضانها لروسيا في أصعب الظروف وبدل أن يأتي ويعتذر من تركيا فقد كان جوابه بقطع العلاقات مع تركيا.

مَن يطعن مَن مِن الخلف؟ المطعون من الخلف هي تركيا والطاعن هي روسيا. المحقة تركيا وروسيا غير محقة. ولكن في كل شيء يوجد خير. بهذا الشكل نكون قد تعرفنا على أصدقائنا عن قرب أكثر.

لن تنسى صداقة إيران عندما وقفنا إلى جانبها في الدفاع عن برنامجها النووي في أصعب الظروف لكن هي الآن تقف ضدنا في أصعب الظروف.

من جهة أخرى فإن ضربات روسيا الشرسة في النهاية سوف تشكل أزمة لاجئين تقلق العالم بأسره، وروسيا طالما أنها تضرب فإن القلق يزيد و يقوى احتمال الحل الساسي للأزمة السورية.

روسيا تحضر بيديها لسيناريوهات سوف يندم عليها الأسد وداعمي الأسد.

عن الكاتب

رسول طوصون

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس