نهاد علي أوزجان - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس
استطاع أوباما أخيراً إعلان هدفه السياسي إزاء تنظيم الدولة الإسلامية. وبدأت تتوضح في تصريحاته الخطوط الأساسية لخطته الاستراتيجية.
الخطة الاستراتيجية هي الإحاطة بها عسكرياً، وإضعافها بالضربات العسكرية، وتقليص حيزها الجغرافي وأخيراً التغلب عليها. لا تبدو الخطة "سيئة" على الورق.
ولكن من سيفعل ذلك؟
إن من سينفذون ذلك ليسوا واحداً. ففي ظل الضربات الجوية ذات الطابع الاستخباراتي، ستعطى للأكراد، والجيش العراقي ذو الأغلبية الشيعية والمعارضة "المعتدلة" في سوريا، مهمة شن العمليات العسكرية البرية. إن الجغرافيا الواسعة التي تمتد عليها داعش، طابع الحرب، مشاكل القيادة والأهداف السياسية المختلفة تجعل المستقبل ضبابياً مجهولاً.
من النظرية إلى التطبيق
إذا ما كان السبب الذي يدفع كياناً خارجاً عن سيطرة دولة إلى الحرب هو مشكلات اجتماعية، دينية، عرقية، اقتصادية عميقة ومتأصلة في المجتمع، فعلى ما يبدو تكون محاولة "إخماد" هذا الكيان عن بكرة أبيه ماهي إلا أمنية.
لذلك سيصعب علينا معرفة أهداف أوباما كم منها حقيقي وكم منها ما هو إلا محاولة تهدف لإشغال الرأي العام العالمي ليس إلا. سيقوم أوباما بعد الانتهاء من قمة الناتو بزيارة العديد من دول الشرق الأوسط. ليحاول إبعادها عن ساحة المعركة من جهة وليمارس الضغوط عليها، وخصوصاً تلك الدول التي تكره إيران فتدعم بذلك الحرب الشيعية – السنية بأشكال مختلفة.
السيناريوهات المتوقعة لتركيا
ليس لتركيا الخيار في الابتعاد عن المعركة التي ستقودها أمريكا ضد داعش بسبب موقعها الجغرافي، كونها عضو في الناتو وكونها دولة متضررة مما يحدث. وبالطبع لن تكون مساهمة أعضاء التحالف واحدة. سيكون أمام تركيا خيارات ثلاث وسيكون لكل خيار ثمن.
السيناريو الأول: أن تتصرف تركيا كالأردن. تأخذ الاحتياطات التامة على أراضيها ولا تشترك في أي عملية عسكرية خارج حدودها.
السيناريو الثاني: تعزيز الرقابة على الحدود التركية، زيادة الاحتياطات الأمنية في الداخل وتقليص التعاملات الدبلوماسية مع دعم لوجستي واستخباراتي.
السيناريوالثالث: أن تمنح تركيا كل أشكال الدعم العسكري، الاقتصادي، السياسي والخدمات اللوجستية.
الأولويات
على تركيا أن تركز على ثلاثة أمور بصرف النظر أيها ستختار وهي الاستخبارات، الأمن والتعامل الدبلوماسي مع الرأي العام.
تحمل الاستخبارات أهمية كبرى للبلدان التي تتبع استراتيجية الدفاع. خصوصاً بالنسبة لدولة كتركيا ينتسب بعض مواطنيها إلى داعش وفي أراضيها 1.4مليون لاجئ وتستعمل أراضيها كطريق للعبور (ترانزيت).
قد تظل تركيا وجهاً لوجه أمام خطر "انعدام الأمن". لذلك يجب إعادة النظر في الخطط الأمنية الاستراتيجية والتنظيمات المحلية. نحن نتكلم عن منظمة تحارب كالبرق وتمشي بسعة 70 كم في الساعة، تقوم بحرب عصابات وبنفس الوقت قادرة على ارتكاب جرائم إرهابية، مقاتلوها من أصول متعدّدة، والمستعدون لنذر أنفسهم من أجلها كثر، لن تجد صعوبة في إيجاد عناصرمن داخل تركيا ومنظومة القيم لديها مختلفة.
لا تستطيع الكيانات المعتادة على ظروف طبيعية في مرحلة اتخاذ قرار ومرحلة ردة الفعل أن تتجاوب مع التهديدات غير المعتادة.
وأخيراً على تركيا أن تتحرك من الآن بالمنحى الذي يرجّحه الرأي العام من السيناريوهات الثلاث. وخصوصاً في النقاشات "الدينية/ المذهبية" التي يسهل اللعب فيها واستخدامها بشكل سيء.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس