ترك برس

انتقد المفكّر الموريتاني، أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بكلية قطر للدراسات الإسلامية "محمد المختار الشنقيطي"، فرض الحكومة التركية التركية، تأشيرات دخول على المواطنين السوريين، لافتًا أن "تركيا هي الرئة التي يتنفس منها الشعب السوري الأبي في محنته الحالية"، داعيًا "أحفاد الفاتح" إلى الحفاظ على كرمهم.

وقال الشنقيطي في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الإجتماعي، تويتر، إن "مخاوف تركيا من الإرهاب مفهومة، لكنها لا تسوغ التضييق على ملايين السوريين المضطرين لتركيا في ظروف حرجة"، مضيفًا أنه "مهما تكن المخاوف الأمنية والإغراء الأوربي لا يليق بتركيا أن تفرض على ملايين السوريين قيودا مجحفة".

وأشار أن "الجرائم النكراء التي ارتكبتها داعش في تركيا موجهة ضد السوريين بقدر ما هي موجهة ضد الأتراك"، مبينًا أن "الشعب التركي شعب مضياف، وطالما ردد قادة تركيا أن السوريين مهاجرون وأن الأتراك أنصار، لكن الأنصار لا يطلبون فيزا من المهاجربن".

وأوضح الشنقيطي أن "إيران أصبحت صديقة للغرب حين وقفت في وجه حرية الشعوب، وأصبحت تركيا عدوة له حين ساندت تلك الحرية، لا يصادق الغربُ في بلداننا إلا العبيد"، واستهد بقول المستشرق اليهودي الأميركي "برنارد لويس"، وهو أن "الإسلاميون الأتراك خطرون لأنهم ناجحون".

وكانت وزارة الخارجية التركية أعلنت في نهاية الشهر الماضي، فرض تأشيرة دخول على المواطنين السوريين الراغبين في دخول تركيا، اعتبارًا من 8 كانون الثاني/ يناير الحالي، وذكرت في بيان لها بهذا الشأن، حصل ترك برس على نسخة منه، أنه سيكون بالإمكان الحصول على هذه التأشيرات من السفارات والقنصليات العامة التابعة للجمهورية التركية، مؤكدةً أنه سيستمر العمل بالإعفاء من الحصول على تأشيرة الدخول إلى تركيا للمواطنين السوريين القادمين إلى الأراضي التركية عبر المراكز الحدودية البرية الموجودة على الحدود السورية.

وفي معرض تعليقه على التفجير الذي استهدف ميدان السلطان أحمد بمدينة إسطنبول يوم الثلاثاء الماضي، قال المفكّر الوريتاني إن "أطراف عديدة لا تريد لتركيا أن ترجع إلى ريادة العالم الإسلامي، بديمقراطيتها النزيهة، وووقوفها في صف الشعوب الساعية إلى الحرية"، مشيرًا أن "المصرون على إدامة الحرب في سوريا يستهدفون استنزاف تركيا، وتحطيم نموذجها الصاعد، المستقل القرار، والمتحرر من الوصاية الخارجية".

ونوّه الشنقيطي إلى أن "تركيا تدفع ثمن مواقفها مع الشعوب، وإصرارها على استقلال قرارها، في منطقة يقودها حكام جبابرة في الداخل، أذلّة في الخارج"، مبينًا أن "تركيا ترددت في مواجهة الأسد فتدخلت إيران، ثم ترددت في مواجهة إيران فتدخلت روسيا، ثم انتقل الحريق لأرضها كما كان يسعى أعداؤها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!