ترك برس

نضحت القوميات والشعوب والحضارات المختلفة، عبر التاريخ، بأعداد كبيرة من الكنوز الثقافية والاجتماعية من الفلاسفة والمفكرين والأدباء والشعراء والمخترعين والمبتكرين الذين شكلوا الإطار الثقافي الداخلي والخارجي لجميع هذه الشعوب والحضارات وعرفوا بها أمام المجتمعات الأخرى.

وتُقيم الحضارات على أنها حضارات متقدمة أو متخلفة، بالاعتماد على مستواها الثقافي والاجتماعي الذي يعتمد هو أيضًا على الكنوز الفكرية والابتكارية المُشكلة لأسسه وأطره.

وكان للشعب التركي كغيره من الشعوب والحضارات نصيب في احتضان عدد كبير من الكنوز الثقافية والاجتماعية التي شكلته وسارت به إلى مستوى حضاري مرموق بين الشعوب والحضارات الأخرى، وخرج من بين أحضان الشعب التركي الفيلسوف والمفكر والأديب والشاعر والمخترع والمبتكر والمكتشف إلخ.

ويُعد الفيلسوف "نيرمي أويغور" أحد الفلاسفة الأتراك الذين تركوا بصمة مميزة في تشكيل العناصر الثقافية والحضارية المحيطة بتركيا وشعبها.

ميلاده وتحصيله العلمي

وُلد البروفسور والكاتب والشاعر والفيلسوف التركي "نرمي أويغور" بتاريخ 15 كانون الثاني/ يناير 1925، في مدينة الحضارات المتعاقبة "إسطنبول". بدأ حياته العلمية في إحدى مدارس حي "بانديك" التابع لمدينة "إسطنبول"، وأكمل مرحلة الإعدادية في جزيرة "الأميرات" التابعة لنفس المدينة، وأنهى مرحلة الثانوية العامة من مدرسة "غالاطا سراي" الفرنسية عام 1944.

تمكن أويغور من الالتحاق بقسم الفلسفة في كلية الآداب التابعة لجامعة "إسطنبول"، وتخرج بدرجة جيدة عام 1948. لم يكتفِ أويغور بدرجة البكالوريوس، بل أخذ به عزمه إلى "ألمانيا" ليلتحق بجامعة "كولونيا" الألمانية لإتمام مرحلة الماجستير، وبعد تخرجه من جامعة "كولونيا" عام 1950، عاد في نفس العام إلى "إسطنبول" ليعمل في جامعة "إسطنبول" كمعيد أكاديمي.

أنهى مرحلة الدكتوراه عام 1952، وكانت رسالته خاصة بموضوع "بناء الهياكل الثقافية". إلى جانب عمله كأستاذ في جامعة "إسطنبول"، كان يُجري على قدم وساق العديد من الأبحاث الخاصة بالفلسفة والآداب والمناهج الثقافية، وكان ينشر أبحاثه على شكل مقالات علمية في الصحف المحلية.

حياته العملية

في نهاية الستينات بدأ ينشر أبحاثه باللغة الإنجليزية في عدد من الصحف العالمية، فتلقى على إثر ذلك دعوة من جامعة "كولونيا" عام 1966 للعمل كأستاذ فخري، وفي عام 1970 انتقل إلى فرنسا ومنها إلى بريطانيا.

وبعد إصرار وإلحاح من قبل أويغور عام 1979 عمل في جامعة "فوبرتال" الألمانية، واستمر في العمل بها، في تلك الفترة، إلى عام 1981. وبعد انقطاع لفترة وجيزة عن جامعة "فوبرتال" عاد للعمل بها من جديد، واستمر في العمل بها حتى وصل إلى سن التقاعد عام 1991.

بعد خروجه على سن التقاعد عاد إلى تركيا وعمل في جامعة "مرمرة" في قسم تاريخ الفلسفة الفنية التابع لكلية الفنون الجميلة، وظل يعمل في جامعة "مرمرة" إلى عام 2002.

استمر أويغور في ممارسة عمله إلى آخر سنوات حياته، ولكن بعد شعوره بوعكة صحية عام 2002، اضطر إلى ترك العمل. تُوفي أويغور بعد تركه للعمل بثلاث سنوات، أي في عام 2005.

آثاره وأعماله

يمتلك أويغور عددًا من الآثار الفلسفية التاريخية والفنية التي ألّفها خلال فترة حياته العملية باللغة التركية والألمانية والإنجليزية والفرنسية، ومن أهم الآثار التي ألّفها ببصمته الفلسفية:

ـ مشكلة الذات، أولى أعماله، انتهى من إعداده عام 1958 وقامت مؤسسة اللغة التركية بنشره عام 1959.

ـ قوة اللسان، نشره عام 1962.

ـ رسالة الفلسفة إلى العالم، نشره عام 1962.

ـ الرؤية العالمية، نشره في عام 1963.

ـ مع الشمس، نشره عام 1969.

ـ الآداب والإنسان، نشره عام 1969.

ـ أبعاد الفلسفة التركية، نشره عام 1974.

ـ الفلسفة الفيزيائية في توجيه اللسان، نشره عام 1979.

ـ فلسفة الحياة، نشره عام 1981.

ـ نظرية الثقافة، نشره عام 1984.

ـ فلسفة الحياة لمواجهة الأزمات النفسية، نشره عام 1989.

ـ التقنية والحياة الحديثة، نشره عام 1989.

ـ عالم الثقافة الغربية داخليًا وخارجيًا، نشره عام 1992.

ـ حب الآخر، نشره عام 1996.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!