ترك برس

بينما يظهر حزب العمال الكردستاني نشاطه العسكري في تركيا، محاولًا تأسيس إقليم كردي مستقل في جنوب شرق وشرقي البلاد، يعمل حزب الاتحاد الديمقراطي على إظهار نشاطه العسكري في شمال سورية، لتأسيس محور كردي مستقل كنظريه العراقي، في الشمال السوري، ويُعد هذا الهدف هو العنصر الأكثر وضوحًا للعلاقة بين حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي.

اتهمت تركيا، على لسان عدد من مسؤوليها، حزب الاتحاد الديمقراطي بالترابط التنظيمي "الإرهابي" مع حزب العمال الكردستاني، مبينةً أنه لا فرق بين الحزبين، فكلاهما يسعى لتحقيق انفصال كردي عبر استخدام وسائل الإرهاب "القذرة" و"غير الإنسانية".

وعلى صعيد متصل، أكدت الولايات الأمريكية المُتحدة، على لسان الناطق باسم خارجيتها "جون كيربي"، أنها تتفهم الحساسية التركية تجاه الموضوع، ولكن بالنسبة للولايات الأمريكية المُتحدة، حزب الاتحاد الديمقراطي ليس حزبًا إرهابيًا مثل حزب العمال الكردستاني، بل هو حزب ثوري ديمقراطي جدير بالثقة للقضاء على داعش في سورية.

وفي سياق متصل، أوضح الخبير في قضايا الإرهاب "تولجا شاردان" أن الولايات الأمريكية المُتحدة تعلم جيدًا أن حزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي هما حزبان متداخلان من حيث التنظيم والمبادئ المشتركة فيما بينهم، مشيرًا إلى أن الولايات الأمريكية المُتحدة تتغاضى عن التحركات الإرهابية لحزب الاتحاد الديمقراطي، لتحقيقه لأهداف في تفتيت الوحدة السورية وتشتيت قوة المعارضة السورية.

وفي مقاله "الرابط العضوي بين حزبي الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني"، نُشر في صحيفة "ميلييت"، بتاريخ 13 شباط/ فبراير 2016، إلى أنه يمكن دراسة الرابط التنظيمي بين الحزبين وبالتالي إثبات عدم وجود اختلاف بينهما من حيث الأسلوب الإرهابي والخطر الاستراتيجي الذي تشكله على تركيا، من خلال عدة عناصر تربط بينها، أهمها:

ـ انتقال بعض عناصر وقادة حزب العمال الكردستاني إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، لتوحيد الجهود ومعاونته على تحقيق أهدافه الانفصالية في سورية، ومن أهم الأسماء القيادية التي انتقلت لسورية للعمل ضمن صفوف حزب الاتحاد الديمقراطي "محمد شريف أصلان"، و"فاطمة دامير" و"بولات جان"، ولفيف هائل من عناصر الحزب.

ـ تأكيد قيادات حزب العمال الكردستاني في اجتماعهم السنوي المُعقود ما بين 4 إلى 10 نيسان/ أبريل 2002، في شمال العراق، تحت اسم "كاداك"، على ضرورة تأسيس حزب كردي في سورية تحت اسم "حزب الاتحاد الديمقراطي"، للدفاع عن حقوق المواطنين الأكراد والنضال من أجل كسب المواطنين الأكراد استقلالهم الذاتي في سورية، وتأسس حزب الاتحاد الديمقراطي، غداة المؤتمر المذكور بأقل من عام، ولا يبدو إطلاقًا أن تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي بمحض الصدفة بعيدًا عن تنسيق الجهود مع حزب العمال الكردستاني، بل هو حزب تم تأسيسه كنتيجة لمؤتمر "كاداك".

ومن جانبه، ووفقًا لموقع "خبرلار" التركي، فإن الرابط العضوي لحزبي الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني، يمكن استنباطه وبكل سهولة عبر الأهداف التأسيسية لوثائق الطرفين، وذلك على الشكل الآتي:

ـ الهدف الأساسي: يبين حزب العمال الكردستاني في بيانه التأسيسي أن الهدف الأساسي له هو "النضال من أجل تأسيس إقليم كردي ديمقراطي اشتراكي ذات حكم ذاتي مستقل في جنوب شرق وشرقي تركيا، وانتهاج كافة الوسائل من أجل تحقيق هذه الغاية"، أما حزب الاتحاد الديمقراطي فيوضح في بيانه التأسيسي أن الهدف الأساسي له هو "العمل على إنشاء كيان كردي مستقل في شمال سورية، على أساس النهج الاشتراكي الديمقراطي الداعم للحريات الخاصة بالشعب الكردي، والعمل على دعم الحلول القاضية بتأسيس أقاليم كردية مستقلة في كافة الدول التي تعيش فيها أقليات كردية".

ـ القائد المشترك: يقضي البيان التأسيسي لحزب الاتحاد الديمقراطي على أن الزعيم الكبير له هو زعيم ومؤسس حزب العمال الكردستاني "عبد الله أوجلان"، وهذا ما ينص عليه أيضًا البيان التأسيسي لحزب العمال الكردستاني، الذي يؤكد على الاستلهام بأفكار وخطط أوجلان لتأسيس كيان كردي مستقل.

ـ التعهد بالتعاون وتوحيد الجهود: تنص أحد المواد الخاصة بالبيانين التأسيسين لكلا الطرفين، على أنهما على استعداد تام ودون أي تردد على توحيد الجهود من أجل نيل حق الاستقلال الذاتي للأقليات الكردية أينما كانت.

وأشار موقع خبرلار، في تقريره "العلاقة الواضحة بين حزبي الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني، والتي لا تريد الولايات المُتحدة الأمريكية أن تراها"، أن الولايات الأمريكية المُتحدة تعي تمامًا ماهية الرابط التنظيمي بين الطرفين، ولكن هدفها الرامي إلى إحداث حالة شرذمة في سورية، يدفعها عن الاعتراف بذلك.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!