سامي كوهين – صحيفة ملييت – ترجمة وتحرير ترك برس

برزت الأبعاد الدولية لانفجار أنقرة لتتصدر العناوين الإخبارية والسياسية بعد تصريحات رئيس الجمهورية الطيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو التي علقت على التفجير الإرهابي. وكان ملخص تلك التصريحات على النحو التالي:

- أظهرت التحقيقات أن مخطط العملية الإرهابية هو حزب العمال الكردستاني، كما أظهرت علاقة حزب الاتحاد الديمقراطي بالعملية وذلك بارتباطها باسم المنفذ السوري.

- كشفت التصريحات الأيدي الخفية التي تلعب من وراء الكواليس عندما عرضت بعض الأسماء كما جاء في تصريحات رئيس الوزراء الذي قال إن التفجير الإرهابي تم بدعم وتنسيق من نظام الأسد وروسيا وإن حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري ما هم إلا بيادق في أيديهم.

- أكدت تلك التصريحات أن الرد على تلك الأفعال قادم لا محاله، وأن رد الحكومة سيكون قاسيا ورادعا في الزمان والمكان المناسبين.

لقد فاجأت التصريحات السريعة والدقيقة التي وصفقت تفاصيل العملية والمنفذون وعلاقاتهم الخارجية، ففي الوقت الذي نفى فيه صالح مسلم أي علاقة لحزب الاتحاد الديمقراطي بالتفجير، أصرت الحكومة على وجود تلك العلاقة مما أدى إلى زيادة وتيرة الضجة الإعلامية. والسؤال هنا: كيف ستكون ردود الفعل الدولية على ما حصل بعد إثبات كل الصلات والعلاقات المتورطة بالجريمة؟

تخوض كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حرب الوكالة بدعمهم وتحريكهم لوحدات حماية الشعب الكردي ومليشيات الأسد، فبينما تدعم رسيا حزب الاتحاد الديمقراطي سياسيا وعسكريا، تقوم أمريكا بدعم وحدات حماية الشعب باسم محاربة داعش. في المقابل فإن الإدارة التركية تسعى إلى خوض حرب تردع التوسع المستمر لحزب الاتحاد الديمقراطي في الشمال السوري، لكن هذه التحركات تلاقي إجماعا دوليا على رفضها في صالح دعم الرؤية الأمريكية التي لا ترى من حزب الاتحاد الديمقراطي تنظيما إرهابيا. ومع إثبات الحكومة صلة وحدات حماية الشعب الكردي/ حزب الاتحاد الديمقراطي بتفجيرات أنقرة فإنها باتت تعتزم توسيع جبهتها ضدهم لترد عليهم بقوة حسب أجنداتها الخاصة بعدما أعطى الحزب المبررات الكافية لذلك.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس