ترك برس

تُقيّم المنظمات والمؤسسات الاقتصادية المحلية والدولية المسار الاقتصادي لدولة أو إقليم ما كل ربع سنة أي ثلاث شهور. وقد اقتبس هذا المنهج عدد من الخبراء السياسيين لتقييم الخرائط السياسية لدولة ما بين الفينة والأخرى.

ويستند الخبراء السياسيون في رسم الخريطة السياسية الخاصة بالدول إلى تصريحات مسؤولي الدولة على كافة المستويات، وإلى الأوضاع المحيطة والأحداث الجارية التي تمر بها الدولة، والتي توحي بوجود بعض الخطوات التي يمكن أن تقوم بها الدولة في المستقبل.

وفي ذلك الإطار، تناول الخبير السياسي "نصوحي غونغور" الخريطة السياسية المحتملة لتركيا على الصعيدين الداخلي والخارجي، خلال الفترة المقبلة، في مقاله بصحيفة ستار "خارطة الطريق الخاصة بتركيا" على النحو الآتي:

على الصعيد الداخلي

ـ تغيير النظام في تركيا من نظام برلماني إلى نظام رئاسي، وقد وضع أردوغان هذه النقطة في ذهنه وهو مصمم جدًا على تطبيقها، ولن يغمض له جفن حتى يتمكن من تمهيد الطريق لهذا النظام، والأيام المُقبلة ستكون مليئة بالخطوات التي ستقود تركيا إلى ذلك.

ـ إعادة ترتيب الدستور، هذه النقطة ليست بالجديدة، ولكنها نقطة محورية ستشغل برنامج حكومة حزب العدالة والتنمية حتى انتهاء فترة حكمها عام 2019.

ـ تطبيق الخطة الرئيسية الخاصة بمشكلة الأكراد في تركيا، والتي تشمل منحهم العديد من الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وذلك لاعتقاد الحكومة التركية أن حصول المواطنين الأكراد على كافة حقوقهم سيدفعهم إلى التمسك بتركيا كوطن أساسي لهم، وسيحفزهم على إقصاء كل من له علاقة بحزب العمال الكردستاني.

ـ كسب الحكومة التركية تأييد الكثير من المواطنين الأكراد، في حال أثبتت الخطة الحكومية للتعاطي معهم قدرتها على معالجة ما يعاني منه المواطنون الأكراد في الفترة الحالية.

على الصعيد الخارجي

ـ الاستمرار في محاربة حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات الحماية الشعبية الكردية، حتى يتم كبحه عن تحقيق مآربه في خلق دولة مستقلة ذاتيًا في الشمال السوري. تدرك القيادة التركية أن هذه الخطوة مُكلفة ولكنها تعي أن ثمن التغافل عن تحركات الاتحاد الديمقراطي سيكون أكبر.

ـ الانفتاح الاقتصادي المتنوع نحو مزيد من الدول، وعلى ما يبدو أن رحلة أردوغان القادمة ستشمل وسط وشرق آسيا، ولن تتوقف عند ذلك بل ستتبع بمحطات أخرى بهدف تعويض تركيا عن الخسائر الاقتصادية التي تسببت بها الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط.

ـ بذل جهود باتجاه نزع فتيل الأزمة بين تركيا وروسيا. تدرك الحكومة التركية أن إحداث أي تغيير في سوريا لصالحها، سيكون مكلفًا جدًا دون التوافق مع روسيا وإيران، واليوم ثمة فتيل مشتعل بينها وبين روسيا. هذا الفتيل يمنعها من إحداث أي تحرك جدي وإيجابي في سوريا، لذا لن تتردد في اتخاذ أي خطوة يمكنها إعادة العلاقات مع روسيا على حالها السابق.

ـ وضع برنامج إعلامي لمكافحة الإشاعات الإعلامية التي تُثار ضد تركيا وتتهمها بدعم الإرهاب تارة وإشعال الفتنة في الشرق الأوسط تارة أخرى، خاصة تلك الإشاعات التي تستهدف رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان" مؤخرًا، والتي وصفته بأنه "دكتاتور دمّر السلام في الشرق الأوسط، لأجل مصالحه الشخصية". تهدف هذه التصريحات حسب الصحيفة إلى تصوير تركيا على أنها السبب الرئيس في خلق حالة عدم الاستقرار في المنطقة، مضيفة أن الحرب الإعلامية لا تعرف الحقيقة بل تعرف البراعة في رسم الصورة، ويجب على تركيا تكريس قدراتها الإعلامية وتطويرها لمواجهة الحرب الإعلامية الحالية والحروب الإعلامية المحتملة في الأيام المُقبلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!