محمود العبي - خاص ترك برس

يتمنى عشاق منتخب السلاطين الأتراك، الذي أوقعته القرعة في واحدة من أصعب المجموعات بنهائيات بطولة أوروبا 2016 لكرة القدم، أن يعزز روحه المعنوية بالنظر إلى إنجازه في نهائيات نسخة 2008، والتي وصل خلالها إلى الدور قبل النهائي, قبل الخروج الصعب أمام منتخب الماكينات الألمانية في الدور النصف النهائي.

فقبل 8 سنوات فازت تركيا على اثنين من منافسيها المقبلين في المجموعة الرابعة، وهما جمهورية التشيك وكرواتيا في مباراتين مثيرتين للوصول إلى الدور قبل النهائي, ففي الدور الأول عوضت تركيا تأخرها بهدفين نظيفين أمام منتخب جمهورية التشيك لتفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وتتأهل إلى دور الثمانية، قبل أن تخوض معركة مذهلة لقلب تأخرها أمام كرواتيا.

ففي الدقيقة قبل الأخيرة من الوقت الإضافي تقدم المنتخب الكرواتي ولكن تركيا عادلت النتيجة من خلال آخر لعبة في المباراة تمكن أيقونة الحراسة التركية الخالدة روستو من تمرير الكرة إلى المهاجم التركي الشهير سميح سينتورك ليتمكن سميح من تسجيل هدف التعادل، وينتقل منتخب السلاطين إلى معركة ضربات الحظ الترجيحية التي كان بطلها الحارس روستو، وفاز السلاطين بركلات الترجيح بعد ذلك في فيينا.

وإذا كان المنتخب التركي قادراً على التأهل إلى الأدوار الاقصائية هذه المرة عن المجموعة الرابعة التي تضم إسبانيا حاملة اللقب أيضا، فسيكون لاعبوه في حاجة إلى قدرتهم الشهيرة على الصمود والتماسك، والتي ظهرت بوضوح في التصفيات, فبعد أن حصد المنتخب التركي نقطة واحدة من أول 3 مباريات في التصفيات عدل من مساره بالفوز 3-1 على كازاخستان, والتعادل 1-1 أمام هولندا وهو المنتخب الذي تأهل على حسابه السلاطين للنهائيات، ليغيب منتخب الطواحين الهولندية عن عرس الكرة الأوربية في فرنسا، واستكمالا للمشوار فازت تركيا 3-صفر على هولندا و2- صفر على التشيك و1- صفر على أيسلندا, وتأهل المنتخب التركي كأحد أفضل المنتخبات أصحاب المركز الثالث بشيء من الحظ، نظراً لأن النتائج الأخرى في الجولة الأخيرة من التصفيات جاءت في صالحه.

ويشكل القائد أردا توران، وصانع اللعب هاكان شالهان أوغلو البالغ من العمر 22 عاما، والمهاجم براق يلمار العمود الفقري للمنتخب التركي، ويلعب غالبية عناصر المنتخب في فرق الدوري المحلي الأول والجزء الأكبر منهم ينتمون إلى فناربخشه وبشكتاش وغلطة سراي. ويؤدي هذا إلى فريق متماسك يقود خط وسطه لاعبين أقوياء مثل نوري شاهين المحترف في بوروسيا دورتموند الالماني وسيلتشوك اينان لاعب غلطة سراي، والظهير الأيسر المميز لفنربشخة كانر أركين, ويعتبر توران اللاعب الوحيد المشارك في إنجاز 2008.

ويعتمد منتخب السلاطين على أسطورة التدريب الإمبراطور فاتح تريم مدرب تركيا في يورو 2008، ويتمتع تريم بخبرة تدريبية كبيرة في القارة العجوز أوروبا.

فهل يعيد منتخب السلاطين إنجازه في 2008, أم يذهب أبعد من ذلك, وتعلق جماهير المنتخب التركي في تركيا وفي مناطق واسعة من الوطن العربي الآمال على السلاطين كون أغلب الجماهير العربية تعتبر منتخب السلاطين الممثل الشرعي الوحيد لها في كل البطولات الأوروبية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!