كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

هل قلق الدولة من موضوع تقسيمها هو مجرد تركة من معاهدة "سيفر"؟ وهل قلق الدولة والشعب من تقسيم تركيا هو مجرد وهم كبير؟

حاولوا في بداية الأمر الحديث عن حكاية أنّ حزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطي لا يريدون تقسيم الدولة، والمنظمة تراجعت عن ذلك منذ زمن، لكن عندما أصبح هذا الاحتمال أكثر جدية، قالوا بأنّه "إذا لم يكن حزب العمال الكردستاني جزءا من الحل، فستخسرون كل الأكراد، وستنقسم الدولة"، وبدؤوا بنشر هذه المخاوف، لكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما، وهي أنه عندما يكون حزب العمال الكردستاني جزءا من الحل، تفقد تركيا وتخسر مواطنيها الأكراد، وتكون بذلك أعطت الضوء الأخضر لتقسيم الدولة.

من خلال تجاربنا في السنوات السبع الأخيرة، نلاحظ كيف أنّ حزب العمال الكردستاني تقرب من أمريكا، وإيران، وسوريا، وروسيا، وكل القوى الخارجية من أجل البحث عن حل، لكنه لم يتقرب من تركيا، ولذلك فإنّ بحث المنظمة اليوم عن حلول يعني الانفصال التام للأكراد عن تركيا.

حاولت تركيا حل القضية مع حزب العمال الكردستاني، خصوصا وسط هذه المعمعة من الحروب العرقية والمذهبية الجارية في الشرق الأوسط، لكن كون الحزب مُنتجًا خارجيًا من منتجات الحرب الباردة، فإنه لم يستطع المضي قدما بعملية السلام، لأن ذلك يتعارض مع مصالح مشغليه.

توقعت القوى الخارجية أنْ تترك الدولة التركية برضاها السيطرة على الأكراد لحزب العمال الكردستاني، لكن هذا كان أقرب للخيال، فكيف لدولة ديمقراطية أنْ تترك مصير مواطنيها الأكراد بيد منظمة إرهابية سلطوية ودكتاتورية؟ هذا يتعارض مع الإنسانية والحقوق والقانون.

حزب العمال الكردستاني يتلقى الدعم الخارجي بالأسلحة منذ 40 عاما، لذلك امتداداته خارجية، وعندما يحتاجه الغرب، يشغّله "كقاتل مستأجر"، ولذلك فإنّ واجب الدولة هو منع ذلك، والحيلولة دون تحقيق مخططات الغرب باستخدام هذه المنظمة الإرهابية.

بالنسبة للعمال الكردستاني فإنّ حل هذه المشكلة يكمن "كحل خارجي"، والغرب من يريد ذلك، وإذا وافقت تركيا على هذا النموذج، فإنها لن تنعم بالاستقرار ولا بالسلام ولن يكون هناك ديمقراطية، فالحلول بالنسبة للعمال الكردستاني لا ترتكز على وحدتنا، بل ستقود إلى انقسامنا وتمزقنا.

يجب أنْ تكون العناصر الشرعية موجودة في إطار أي حل، وليس أطراف تغتصب الإرادة السياسية للمواطنين الأكراد، وعلى تركيا إيجاد الحل بنفسها، وأنْ تجعل العالم يقبل به، وإذا لم تستطع القيام بذلك، ستكون مضطرة لقبول حل تفرضه القوى الخارجية، وحينها سترجع تركيا لتكون رهينة بيد الغرب.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس