ترك برس

في ظل التقارير والتصريحات الإعلامية التي تتحدث عن التوصل إلى اتفاق تسوية بين تركيا وإسرائيل سيتم الإعلان عنه في أعقاب جولة المفاوضات بين الجانبين في الأسبوع المقبل، رأى المحلل الإسرائيلي الدكتور نمرود جورين أن المصالحة بين البلدين ستنعكس إيجابا على المشهد الجغرافي السياسي في الشرق الأوسط، وقد تدفع إلى تقارب إسرائيلي سعودي من جانب، وإلى إصلاح العلاقات التركية المصرية من جانب آخر بتشجيع وتأييد من إسرائيل.

وكتب جورين الذي يترأس معهد متفيم للسياسات الخارجية الإقليمية مقالا في صحيفة جيروزاليم بوست قال فيه إن التوقعات تشير إلى أنه سيتم الإعلان عن اتفاق تسوية في أعقاب الجولة المقبلة من المباحثات المزمع عقدها في النصف الثاني من الشهر الحالي، بحيث تستأنف العلاقات الدبلوماسية الكاملة، لكن ذلك لا ينفي بقاء خلافات رئيسة بين البلدين، وعلى رأسها سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

وقال جورين إن الجانبين على الرغم من عدم الثقة المتبادل والنبرة الكلامية الحادة، وجدا طريقهما إلى طاولة المفاوضات ما يعني أنهما يعرفان قيمة تحسين العلاقات، لافتا في هذا الصدد إلى أن استطلاعا أجراه  معهد متفيم أظهر أن الرأي العام الإسرائيلي يرى أن التعاون الأمني أهم سبب لإصلاح العلاقات مع تركيا.

وأشار جورين إلى أن من أهم أسباب تحسين العلاقات مع تركيا تصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي، كما أن الفصل الجديد من العلاقات ينبغي أن يشمل تعزيز التعاون بين المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ومراكز الأبحاث، بما في ذلك حل النزاعات وقضايا الديمقراطية.

وفيما يتعلق بأبرز نقاط الخلاف بين تركيا وإسرائيل بشأن الحصار المفروض على قطاع غزة قال جورين إن الجانبين بذلا جهدا لإيجاد صيغة وسط تعالج قلق تركيا بشأن الأوضاع المعيشية في غزة، وتراعي قلق إسرائيل إزاء التهديدات الأمنية.

ووفقا لتقارير إعلامية ستمنح تركيا وضعا خاصا في غزة يمكنها من دعم الفلسطينيين هناك من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والمساعدات والطاقة. وهذه الصيغةستجعل إسرائيل قادرة على تحسين الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، دون أن تنسب حماس الفضل لنفسها ، بينما سيوجه المديح لتركيا على هذا الإنجاز.

وتحدث المحلل الإسرائيلي عن أهمية جهات إقليمية فاعلة في العلاقات التركية الإسرائيلية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي صارت تدريجيا عاملا مهما في المشهد الجغرافي السياسي في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بين السعودية وإسرائيل، فقد تزايدت الاتصالات بين الجانبين في الفترة الأخيرة.

ولفت جورين إلى أن التعاون السعودي التركي من جانب، والعلاقات الوثيقة بين السعودية ومصر يمكن أن تؤثر في محاولات إصلاح العلاقات بين تركيا ومصر، مشيرا إلى أن على إسرائيل أن تشجع جهود المصالحة بين تركيا ومصر، لأن عمليات المصالحة المتوازية بين تركيا وإسرائيل ومصر ستشكل منطقة شرق المتوسط بشكل إيجابي يربح فيه جميع الأطراف.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!