محمود القاعود - خاص ترك برس

يقول الله تعالى: "فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَـاكِن تَعْمَىا الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" (الحج: 46)، وعمى القلوب دليل علي موت الحس والفكر والشعور، والغرق في براثن الشر والعدوان والفحشاء والمنكر والبغي، ولذا فإن النقاش مع من أصيبوا بعمي القلوب لا جدوى منه.

والمتتبع  لما روّجته أبواق الاستخبارات الأمريكية عقب فشل الانقلاب الصليبي الخسيس، يوم 15 تموز/ يوليو 2016م يجد الآية الكريمة، وقد انطبقت علي هذه الأبواق السفيهة التي أخذت تروج أن الرئيس رجب طيب أردوغان هو الذى اختلق محاولة الانقلاب ليصفي خصومه في الكيان الموازي الاجرامي ، والعناصر الارهابية التي تسللت للجيش التركي!

وبمنطق تلك الشراذم المخابراتية، فإن الرئيس طلب قصف نفسه بالمروحيات، وقصف البرلمان وقتل الناس في الشوارع، ليلاحق الكيان الموازي! وهو منطق يخجل منه من يمتلك مثقال ذرة من دم أو حياء.

إننا إن أردنا الدقة فيما حدث، فهو مسرحية أمريكية ساقطة، فضحها وعي الشعب التركي، وأجهضها ذكاء الرئيس أردوغان.

استخدم الأمريكان أسلوبهم المتبع الدائم مع أى دولة مسلمة تسعي للاستقلال والتقدم، فأوعزوا للعناصر الإرهابية المسلحة التى تسللت إلي الجيش للقيام بانقلاب سافل يقضي علي التجربة التركية الرائدة، ليعيش الأتراك في دوامة التبعية والضياع والتخلف والتشرذم.

أرادت أمريكا القضاء علي المارد التركي الملتحم مع جيرانه وأشقائه، والداعم القوي لملايين السوريين الذين ثاروا ضد نظام القتل والهدم والعمالة الذي يترأسه موظف الاستخبارات الأمريكية بشار الأسد . وفي عرف أمريكا فإن الاهتمام بالمسلمين أو السعي لانتشالهم من الجهل والفقر، يعد جريمة لابد من سحق يقوم بها.

إن الانقلاب الصليبي الجبان الفاشل عري أمريكا تماما، وذكّر بحقيقة كيانها الدموي الذى قام على أشلاء مائة مليون هندي أحمر... واشلاء ضحايا هيروشيما وناغازاكي وسوريا والعراق والصومال وفلسطين وكل الدول التي تدمّرها أمريكا وفق عقيدة الأنجلو ساكسون القائمة علي التطهير العرقي والابادة الجماعية.

نعم... كان الانقلاب المجرم مسرحية أمريكية، تقدمها أمريكا منذ عقود، حيث تقتل وتطيح بكل من يخرج عن إرادتها، وصدق الله العظيم: "وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ".

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس