مولاي علي الامغازي - خاص ترك برس 

المتتبع لمسار العلاقات القطرية التركية يشهد على أنها علاقة فريدة من نوعها، عنوانها التكامل والانسجام، علاقة مبنية على حوار سياسي من المستوى العال، أظهر أن التنسيق بين البلدين وصل إلى التطابق بوجهات النظر في كثيرمن القضايا، وعدد اللقاءات الرسمية بين سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني و فخامة الرئيس التركي الطيب أردوغان -والتي بلغب التسع بين الزعمين في أقل من عامين- لدليل على التناغم والانسجام وتوافق الرؤى التي بلغها البلدين حيال العديد من المصالح المشتركة والقضايا والأزمات الإقليمية والدولية.

فقبل 37 عاما افتتحت سفارتا البلدين لأول مرة، وذلك عام 1979، ومنذ ذلك الوقت شهدت العلاقات القطرية التركية نموا وتطورا كبيرا على شتى الأصعدة وفي كل المجالات، والتي عزّزتها الروابط التاريخية القوية، ووحدة الدين والانتماءات الثقافية المشتركة والمصير الواحد.

هذه العلاقات الممتازة والمتميزة  توجت في 19 كانون أول/ ديسمبر 2014 بتأسيس اللجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين، والهدف منها الارتقاء بالعلاقات الثنائية، كما تتولى هذه اللجنة دعم التعاون بين البلدين في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والتعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والطاقة والزراعة والاتصالات، بالإضافة إلى اتفاقيات خاصة بالتعاون في المجال العسكري.

قال معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني "إن العلاقات القطرية - التركية تحظى برعاية واهتمام من قبل قيادة بلدينا النابعة من حكمتهما البالغة وإدراكهما بأن ما يشهده العالم من تحديات خطيرة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والإنسانية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، يتطلب منا المزيد من التعاون على الصعيد الثنائي لتحقيق مصالحنا المشتركة".

وقال رئيس الحكومة التركية السابق البروفيسور أحمد داود أغلو: "إن قطر وتركيا لديهما المنهجية نفسها و الموقف والسياسة نفسها، فيما يخص الوضع في العراق وسوريا ولبنان فلسطين واليمن وليبيا، ونعمل سويا عن قرب من أجل الوصول الى حل سياسي بسوريا، كما أننا ضد الجماعات الإرهابية في أي مكان... وأمن واستقرار قطر هو أمن واستقرار تركيا، فنحن نريد شرقا أوسطا مستقرا وأمنا".

هذا الانسجام القوي والتكامل والتعاضد ذو المستوى العال، تأكد حينما تعرضت الجمهورية التركية لمحاولة انقلابية فاشلة في 15تموز/ يوليو 2016، حيث كانت دولة قطر أول دولة بالعالم تستنكر وتشجب هذه المحاولة الانقلابية الخائنة، ومن الساعة الأولى للانقلاب، أدانت قطر بشدة محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، وسعي الانقلابين الخروج على القانون وانتهاك الشرعية الدستورية، وأكدت تضامن قطر قيادة وشعبا مع أنقرة في كافة الإجراءات القانونية التي تتخذها الحكومة التركية الشرعية للحفاظ على أمن واستقرار تركيا وشعبها الشقيق.

المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، أوضحت بما لا مجال لشك فيه، أن العلاقات القطرية التركية أكبر من أنها علاقة استراتيجية حتى، فتضامن دولة قطر المشروط مع الشرعية المتمثلة في رئاسة الجمهورية والحكومة التركية والبرلمان التركي الديمقراطي، دليل على أن الانقلاب وقع في أنقرة وإسطنبول، فتألمت الدوحة وتعاطفت وتراحمت مع أنقرة كمثل الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى.

فكانت قطر الدولة الوحيدة التي تقدم الرئيس التركي الطيب أردوغان لها بالشكر والتقدير على موقفها الأخوي والإنساني حيث قال: "أشكر أمير قطر على مواقفه من محاولة الانقلاب الفاشلة، فقد أجرى معنا عدة اتصالات للاطمئنان على آخر التطورات الحاصلة في بلادنا، وسمو الأمير كان على اتصال دائم مع وزير الطاقة  "برات آلبيرق" بتلك الليلة، للاطلاع على التطورات".

فصدق من قال: "إسطنبول طعنت فالدوحة تعاطفت وسهرت وتضامنت، ثم تركيا انتصرت فقطر ابتهجت و فرحت".

عن الكاتب

مولاي علي الأمغاري

باحث في قضايا العالم العربي والإسلامي ومتخصص في الحركات الإسلامية وقضايا الإرهاب، ومهتم بالشأن التركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس