ترك برس

تكررت اللقاءات المتبادلة بين حزب الشعب الجمهوري ممثلًا بزعيمه كمال كليجدار أوغلو وبين الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة بسفيرها جون باس، مما أثار تساؤلات حول المواضيع التي يتناولها الطرفان.

يُجيب على التساؤل أعلاه الكاتب التركي كورتولوش تاييز استنادًا إلى مصادر وصفها بالمُطّلعة، بالإشارة إلى أن جبهات الحرب التركية على الإرهاب في سوريا والقوانين التي أصدرتها الحكومة هي النقاط الأساسية التي تخللتها اللقاءات.

وأوضح تاييز أن زعيم حزب الشعب الجمهوري كليجدار أوغلو أكّد لباس مرارًا اعتراضه الشديد على توسيع الحكومة لنطاق عملية درع الفرات، موضحًا أن حزبه يوافق فقط على طرد داعش من جرابلس.

وفي سياق متصل، لفت باس إلى وقوف الولايات المتحدة إلى جانب تركيا في حربها ضد داعش، ولكنه ذكر بوضوح اختلاف الموقفين الأمريكي والتركي تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي.

ووفقًا لتاييز الذي تناول المسألة في مقاله بصحيفة أقشام "لماذا تزور الولايات المتحدة حزب الشعب الجمهوري؟"، فقد استمر اللقاء الأخير الذي جرى السبت الماضي 3 أيلول/ سبتمبر 2016 أكثر من ساعة، وشهد تبادلًا لوجهات النظر التي اتّضح أن حزب الشعب الجمهوري يشارك الولايات المتحدة في أغلبها.

وبحسب تاييز، فقد عبر باس عن قلق دولته الشديد فيما يتعلق بالقوانين التي أصدرتها الحكومة التركية والإجراءات التي تقوم بها منذ 15 تموز/ يوليو، منوّهًا إلى أنه يجب على تركيا تنفيذ هذه الإجراءات في إطار مبدأ دولة القانون وفصل القضاء عن السلطة التنفيذية.

ومن جهته، أكّد كليجدار أوغلو أنه يشارك السفير الأمريكي نفس القلق، موضحًا أن حزبه بصدد تجهيز ملف قضائي كامل حول الانتهاكات التي قامت بها الحكومة، لتقديمها للمحكمة الدستورية للعمل على إلغاء عدد من الإجراءات التي تقوم بها الحكومة بدعوى محاربة جماعة غولن لكونها مخلة بالقوانين والدستور.

وحول قضية تسليم غولن، أفاد باس بأن أمريكا دولة قانون ولا يمكن لها التحرك دون الرجوع إلى المراجع القانونية التي تتولى مثل هذه المسائل التي تعجز الإدارة السياسية عن البت بها دون الرجوع إلى المؤسسات القانونية.

وقيّم تاييز اللقاء المذكور على أنه انعكاس واضح لحجم الانزعاج الشديد الذي أصاب الولايات المتحدة إزاء التحركات الحكومية التركية على الصعيدين الداخلي والخارجي، مشيرًا إلى أن هذا ليس سرًا بل هو ظاهر للعيان، وما انقلاب 15 تموز إلا انعكاس حقيقي للامتعاض الأمريكي تجاه السياسات الحكومية التي تسير وفقًا للمصالح القومية التركية وليس لصالح المصالح القومية الأمريكية كما كان في السابق.

وأعرب تاييز عن استغرابه الشديد من تكرار الولايات المتحدة لنظرية "عدم علمها بمحاولة الانقلاب التي قام بها فتح الله غولن المُقيم على أرضها"، موضحًا أن عدم علم الولايات المتحدة الأمريكية بذلك يعني وجود فراغ أمني خطير في جهاز الاستخبارات الأمريكية، وهو أمر من المستحيل أن تقبل به الولايات المتحدة، بالنظر إلى تاريخها الحافل بالعديد من العمليات المشابهة التي لم تتم إلا تحت سقفها أو بمعرفتها.

وفي حال افترضنا جدلًا بأن الروس والألمان أو الإنجليز هم الذين دعموا محاولة الانقلاب وأمريكا بريئة منها، ألا يُعد ذلك خيانة كبيرة من غولن لأمريكا التي يجب أن تتخلى عنه؟ يتساءل تاييز مضيفًا أن أمريكا التي تتخلى عن أكثر المخلصين لها، ألن تتخلص من غولن الذي تورط بهذه المحاولة دون علمها؟

رأى تاييز أن لقاء باس مع كيليجدار أوغلو ليس عاديًا ونابع من رغبة الولايات المتحدة بتأسيس خط مقاومة من الداخل، لإشغال تركيا بالتطورات الداخلية وعزلها عن الساحة الخارجية التي أظهرت بها تقدمًا غير متوقع من قبل القيادة الأمريكية، فحزب الشعب الجمهوري إلى جانب حزب الشعوب الديمقراطي الذي صرح بلسان زعيمه صلاح الدين دميرطاش بأنه "سيفتعل عصيانًا بالداخل" سيشكلان خط ممانعة داخلي كفيل بتشتيت تركيز الحكومة التركية تجاه عملياتها في سوريا.

هذا الأسلوب الأمريكي ليس جديدًا على الحكومة التركية، بحسب تاييز الذي يدعو الحكومة التركية إلى الحذر من التحركات الأمريكية المناوئة لما تقوم به من تحرك عسكري شرعي في شمال سوريا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!