شرف أوغوز - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

أثناء عودتنا من واشنطن إلى إسطنبول في 3 نيسان/ أبريل، سألني رئيس الجمهورية أردوغان: كيف تسير الأوضاع الاقتصادية؟

أخبرته بأنّ النمو الاقتصادي في عام 2015 جيد جدا، وبرغم انخفاض معدل دخل الفرد السنوي ليصبح 9 آلاف و261 دولارا، إلا أنّ المؤشرات رجعت لترتفع مجددا. كما أنّ لقاءاتكم مع مدراء الشركات في واشنطن ساهم في نظر المستثمرين بصورة إيجابية إلى تركيا، فقال لنا بعضهم: "نحن نثق بتركيا، لكن اجتماعنا مع أردوغان أثر بنا كثيرا ومنحنا ثقة إضافية". حينها قال أردوغان إنّ رأس مال تلك الشركات الإجمالي يبلغ 1 تريليون دولار، وعبّر عن أمنياته بأنْ يساهم ذلك في ازدياد الاستثمارات الدولية.

لكن بعد 6 أشهر، نجد بأنّ حجم الاستثمارات لم تصل إلى تريليون دولار فحسب، وإنما وصلت إلى 4 تريليون دولار، وهكذا عبر المستثمرون عن ثقتهم بأردوغان.

ولذلك كان أبرز ما ميّز خطاب أردوغان الأخير، هو ثقته بنفسه وزعامته، في وسط معمعة الفوضى التي يعاني منها العالم، وهذا سيساهم في تجاوز مرحلة الركود في الاقتصاد. وتطور الاقتصاد التركي في هذه المرحلة رغم الأحداث التي حصلت، أثار استغراب العديد من المستثمرين وقادة العالم.

أثبتت تركيا من خلال التطورات التي حصلت، ومحاولة الانقلاب الفاشلة، وما تبعها من تغيير في سياسة تركيا تجاه سوريا واتخاذها دور فاعل على الأرض، أثبت قوة تركيا ووجودها وتأثيرها في المنطقة، وهذا ما ظهر من خلال خطاب رئيس الجمهورية أمام هيئة الأمم المتحدة، وبذلك العالم اليوم يُدرك بأنّ "خروج تركيا من المعادلة يعني انهيار المنطقة، وانهيار المنطقة يعني فوضى في العالم، لأنّ المنطقة أصبح لديها زعيم وقائد".

وقد لاحظنا من خلال الجلوس مع المسؤولين، بأنّ هذا الشعور ليس حصرا على رأس المال الأمريكي، وإنما يفهمه كل المستثمرين، سواء القادمين من قطر أو من سويسرا، أو من اليونان أو من أمريكا.

من أكثر الأمور الإيجابية التي نتجت عن بلاء منظمة فتح الله غولن، هو قدرتنا على التعبير عن طاقتنا وقوتنا ودورنا، وإدراك العالم لحقيقة ذلك.

عن الكاتب

شرف أوغوز

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس