كورتولوش تايز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

من هي قوى الاحتلال في العراق؟؟ تركيا هي الاحتلال أم أمريكا  ؟؟ إن إعلان تركيا التي قامت بتأسيس قاعدة عسكرية في بلدة بعشيقة، وتدريب العناصر المحلية العراقية ضد داعش بتاريخ 7  آذار 2015   بناء على طلب من الحكومة البغدادية على أنها احتلال هو ادعاء بعيد عن الواقعية، الاحتلال هو الذي بدأ بقيادة أمريكا عام 2003 في العراق وما زال مستمرا.

تركيا لا تعطي أي أهمية لهذه الادعاءات، لكن لا بد من الاهتمام بالقوى التي تتحكم برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وكأنه دمية بأيديهم، وتدفعه إلى إصدار هذه التصريحات. ومع أن إيران هي أول من يخطر في الأذهان، وتذهب الظنون إلى أنها هي محرك الدمية في العراق، إلا أن أمريكا تؤدي الدور الرئيس في ذلك كما هو معروف.

أمريكا هي من أعطى لإيران حرية التواجد في المنطقة،  وأعطتها حرية التحرك في الأراضي العربية اعتبارا من سوريا وحتى اليمن والسعودية، نظرا لذلك فإن أمريكا هي من تقوم بتأجيج التوتر بين تركيا والعراق.

ما هدف أمريكا من زيادة التوتر بين تركيا و العراق ؟؟ من الصعب أيضا فهم رد العراق المعادي والاستفزازي  لتركيا، قبل فهم الخطة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

هدف أمريكا الرئيس هو إبقاء تركيا خارج نطاق الأحداث على الأقل في موضوع إنقاذ الموصل، لأن تركيا قامت مسبقا  من خلال عملية درع الفرات ودخولها إلى سوريا بقطع ممر الإرهاب الذي قامت أمريكا بتأسيس كامل تفاصيله عبر الزمن. ولأن أمريكا لا تستطيع الإفصاح عن هذا الهدف، فإنها تلجأ لأمور غير شرعية كما هو معتاد وتفضل أن تتحكم وتحرك  دميتها في العراق.

أمريكا  تقوم بإبراز تنظيم حزب العمال الكردستاني الارهابي وزيادة قوته ليقف بوجه تركيا في الموصل كما فعلت في شمال سوريا مسبقا. تريد أمريكا المتحالفة مع حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، انضمام " ما يسمى قوى مقاومة "الشنغال " في العراق والشبيهة لوحدات الحماية الشعبية في سوريا والتابعة لحزب العمال الكردستاني، إلى عملية إنقاذ الموصل التي تم الاعلان عنها بدلا من انضمام تركيا والقوات العراقية المحلية التي تقوم القوات التركية بتدريبها للعملية.

إن هدف أمريكا ودول التحالف من عملية إنقاذ الموصل من داعش، في الحقيقة هو تأسيس دولة إسرائيل جديدة يشكلها حزب العمال الكردستاني والتنظيمات التابعة له. هذه الخطة تشمل العراق وسورية وتركيا بالإضافة إلى إيران. الخطة الأمريكية  تؤدي الدور الرئيس في  كل ما يحدث في تركيا ومناطق الشرق الأوسط.

أمريكا تحاول إكمال طريقها في رسم حدود المنطقة  ولكن من دون لفت انتباه تركيا إلى ذلك أو استفزازها، وذلك من خلال إشغالها بالتنظيمات الإرهابية في الداخل التركي، تركيا كانت بدورها على دراية بما تقوم به أمريكا، لكنها لم تتمكن من التدخل في كلّ من سوريا والعراق بسبب مشاكلها مع حزب العمال الكردستاني وتنظيم الكيان الموازي، ولكن بعد إحباطها لمحاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز / يوليو وكسرها للقيود سيكون من الصعب لأمريكا إشغال تركيا عما يحدث في الخارج من خلال محاولتها بإشغالها في الداخل.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس