أمبرين زمان - المونيتور - ترجمة وتحرير ترك برس

يبدو أن السفير الإسرائيلي الجديد إلى أنقرة شعر بالحسرة حين اطلع على عناوين الصحف التركية يوم السادس عشر من نوفمير/ تشرين الثاني، فصحيفة يني شفق المعادية لإسرائيل عرضت لتعيين إيتان نائيه في صفحتها الأولى بصيغة محايدة تماما.

أما الصحف الإسلامية، مثل صحيفة يني عقد وديريليش بوستاسي، فقد تجاهلت الخبر تماما، ما يشير إلى أن قاعدة الرئيس رجب طيب أردوغان، قد استوعبت قراره بإنهاء ست سنوات من الجمود الدبلوماسي مع إسرائيل.

اختيار نائيه الذي شغل منصب سفير إسرائيل في أذربيجان، ويشغل حاليا القائم بأعمال السفير في البعثة الإسرائيلية الدبلوماسية في لندن، يعد علامة لا لبس فيها على الأهمية التي توليها حكومته لإصلاح العلاقات مع تركيا.

يعد نائيه من أفضل الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وكان في طليعة الحملة الهادئة التي خاضتها إسرائيل للوصول إلى الدول الإسلامية التي لا تزال تنأى بنفسها عن الدولة العبرية، كما عمل نائيه في تركيا في عقد التسعينيات من القرن الماضي، وترك بصمة إيجابية للغاية.

انهارت العلاقات بين الحليفين السابقين عندما اعتدت قوات الكوماندوز على أسطول الحرية التركي الذي قادته السفينة مافي مرمرة، بينما كان يسعى لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. قُتل عدد من الناشطين الأتراك الذين كانوا على متن السفينة، الأمر الذي أثار غضبا واسع النطاق، وطُرد السفير الإسرائيلي من تركيا.

ضغطت واشنطون بشدة على أقرب حلفائها في المنطقة لرأب الصدع بينهما. حدث الاختراق عندما اتصل رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، برئيس الوزراء التركي آنذاك، رجب طيب أردوغان، بناء على طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، واعتذر عن أحداث مافي مرمرة.

اتفق الجانبان منذ ذلك الحين على حزمة تعويضات للضحايا الأتراك، ووقف الدعاى القضائية في تركيا المرفوعة ضد الجناة الإسرائيليين، وحرية وصول السفن التركية إلى ميناء أسدود الإسرائيلي لنقل المساعدات إلى غزة، كما سحبت تركيا حق النقض على التعاون بين إسرائيل وحلف الناتو.

يتفق معظم المراقبين على أن البراغماتية هي المحرك الرئيس لذوبان الجليد بين الجانبين، حيث يتيح التحالف التركي الإسرائيلي للبلدين نفوذا أكبر في المنطقة. وعلى سبيل المثال، عندما هددت تركيا بشن عمل عسكري ضد سوريا بسبب إيوائها لزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون حاليا، عبد الله أوجلان، في عام 1998 ، عندما كان التعاون مع إسرائيل في ذروته، عندها تنبهت سوريا إلى المتاعب المحتملة مع إسرائيل، وطردت أوجلان فورا. واليوم تتوجس إسرائيل وتركيا من زيادة النفوذ الإيراني في ساحتيهما الخلفية، ويمكنهما دعم أحدهما للأخرى.

ساعدت العلاقات الودية مع إسرائيل في الماضي تركيا على نيل مديح الأعضاء المؤثرين في الكونغرس، وسوف تساعد أنقرة بالتأكيد على التقرب من الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، المؤيد الكبير لإسرائيل. وحتى حينما جمدت العلاقات السياسية، استمرت العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل.

في الأسبوع الماضي، صار يوفال شطاينيتس، أول وزير إسرائيلي يزور تركيا منذ عام 2010 لإجراء محادثات مع وزير الطاقة التركي برات البيراق حول إنشاء خط أنابيب الغاز الذي سينقل الغاز الإسرائيلي عبر البحر المتوسط إلى تركيا ومنها إلى أوروبا. التعاون في مجال الطاقة وسيلة خالية من المخاطر لإعادة العلاقات إلى مسارها، ويقدم مدخلا كبيرا لأردوغان. البيراق متزوج من ابنة أردوغان الكبرى، إسراء، وينظر إليه على أنه ثان أكبر شخص مؤثر في الرئيس.

على أن رجل إسرائيل في أنقرة قد يواجه طريقا وعرة، فتركيا لم تنفذ حتى الآن طلبات إسرائيل بطرد أعضاء الجناح العسكري لحركة حماس من أراضيها.

يشير أيكان إردمير، الزميل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إلى أنه " على الرغم من أن هذا الوعد كان جزءا من اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فإنه يرقى إلى تمييز تركيا بين الجناح السياسي والجناح العسكري لحركة حماس، لكن أنقرة ليست حريصة على هذا التمييز". وتوقع إردمير في مقابلة مع المونيتور أن تطلب تركيا، كحل وسط، من بعض الشخصيات رفيعة المستوى في حماس الانتقال إلى الحليف المقرب قطر.وخلص إردمير إلى أن هذه الحيلة قد لا تكون كافية لوقف شكاوى إسرائيل من عدم تنفيذ تركيا دورها في الاتفاق. 

عن الكاتب

أمبيرين زمان

صحفية وكاتبة في صحيفة ديلي تليغراف لوس انجلوس تايمز


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس