أكرم كيزيلتاش - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس

هناك حكاية مشهورة تفيد بأن رجلًا كان مدينًا لجاره بمبلغ من المال وعند انتهاء المهلة وحلول وقت سداد المال، أخذ الرجل بالتفكير قلقا في منزله وكانت زوجته على علم بالموضوع، ففتحت النافذة ونادت الجار المقابل معلمة إياه بعدم استطاعة زوجها تسديد الدين، بعدها التفتت إلى زوجها قائلة: "استرح الآن ودعه هو يفكر".

ربما لا تحاكي هذه القصة الواقع الذي نشهده حاليا بصورة مماثلة تماما، لكن تصريحات رئيس الجمهورية التركية أردوغان عند عوته من زيارة باكستان وأوزبكستان كانت توحي بأنها تخاطب دول الاتحاد الأوروبي وتطلب منها التفكير ومراجعة حساباتها من جديد.

فبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وارتفاع بعض الأصوات الداعمة للانفصال في بعض الدول الأوروبية كفرنسا، وإيطاليا وغيرها طمأن الرئيس أردوغان الشعب التركي وأكد على عدم أهمية دخول تركيا الاتحاد أم لا، وقد كانت هذه العبارات التي قالها الرئيس أردوغان ملخص وزبدة القضية:

"ماطل الاتحاد الأوروبي وتلاعب بنا منذ 53 سنة، هل يعقل هذا الشيء؟ وألغى الاتحاد الأوروبي تأشيرته لدول أمريكا اللاتينية، لكنه ما زال يماطل في ذلك بالنسبة إلى تركيا، وقد تباحثت البارحة مع الزملاء واقترحنا أن نصبر حتى نهاية العام، ثم لنجري استفتاء شعبيا بخصوص مواصلة مفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد، أو أن نغلق هذا الملف".

سوف تستمر تركيا بالدفاع عن مواقفها الصارمة والجازمة ضد مواقف الاتحاد الأوروبي وانتقاداته المعادية لتركيا وشعبها، وتركيا تقول لهم يكفي هذا القدر وأنتم الآن أمام تركيا التي تغير من قواعد اللعبة لصالحها.

يكفي هذا القدر

تضع الدول الأوروبية من جهة شروطا وعراقيل صعبة في وجه تركيا ومن جهه أخرى تعمل على إضعاف بلادننا بدعم التنظيمات الإرهابية المعادية لنا، وهم يتصرفون على هواهم ظنا منهم أن تركيا ستغض طرفها عن أفعالهم وتصرفاتهم هذه بمجرد دخولها الاتحاد.

لكن عندما وصل الأمر للذروة ووصلت الوقاحة بهم إلى حماية التنظيمات الإرهابية وخاصة حزب العمال الكردستاني وجماعة فتح الله غولن، طفح الكيل وقالت تركيا "يكفي هذا القدر" ، فعلموا عندها أن تركيا لن تصغي بعد الآن لانتقاداتهم المستمرة بخصوص الإجراءات التطهيرية التي اتخذتها في محاربة الإرهاب، بذريعة المفاهيم التي يتغنون بها من ديمقراطية وحرية.

منذ 53 سنة والاتحاد الأوروبي يضع الشروط ويماطل في مباحثات دخول تركيا مع العلم أنهم قبلوا عضوية دول حالها أسوأ بكثير من حال تركيا، ومع ذلك فإنه يسمع أصواتا من داخل الاتحاد تطالب بمواصلة المباحثات مع تركيا فهم أيقنوا أن تركيا لن تتراجع عن موقفها وقرارها الحاسم ولهذا فهم يحاولون البحث عن حل لإخراج أنفسهم من هذا المأزق.

والآن يراجع الاتحاد الأوروبي اللاعب الأكبر في العالم حساباته في قضية تركيا بشكل جدي ومصيري بعدما بدأ كيانه بالانهيار التدريجي، يعني فليفكر الاتحاد الأوروبي قليلا كيف سيخرج من ورطته.

عن الكاتب

أكرم كيزيلتاش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس