أكرم قزل طاش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

أصبحت المشاكل التي يواجهها العالم الإسلامي معروفة ومؤكدة لدى الجميع، إذ تواجه الجغرافيا الإسلامية مشاكل عديدة ولا يبدو أنها ستجد حلولاً خلال فترة قصيرة، وبالنسبة إلى تركيا يمكن القول إنها تواجه بعض المشاكل أيضاً، وأصبحت الجهات التي نسيت معنى التصرّف الدبلوماسي بتنفيذ هجمات همجيّة ضد تركيا، وتحاول تطبيق ما عجزت عن تنفيذه من خلال المكائد التي نصبتها بدعم من بعض الأشخاص في الداخل التركي ومحاولات الانقلاب والاحتلال المسبقة، من خلال الضغط على الاقتصاد التركي في الوقت الراهن.

أدرك المجتمع التركي أن الضربات التي تعجز عن قتله تزيد من قوته وإرادته، أما الذين يعتقدون أن الشعب التركي ضعيف ويجب أن يخضع لسيطرتهم أصبحوا يتّخذون خطوات تؤدي إلى ظهورهم على حقيقتهم أمام أعين العالم بأكمله.

أصبحت تركيا تمتاز بنقطة هامّة جداً في إطار العلاقات الدبلوماسية، وبالتأكيد هناك عدد كبير من الأشخاص والجهات التي تشعر بالانزعاج لهذا الواقع، وهذه النقطة هي التفوق المعنوي، إذ يجب لفت الانتباه إلى انطلاق شرارة مقاومة جديدة على مستوى العالم خلال الفترة الأخيرة، إضافةً إلى زيادة الطلبات حول تغيير القوانين التي لا يخضع لها البعض في جميع الأحوال إلى قوانين جديدة صادرة عن الضمير العالمي المشترك وتجبر الجميع على الخضوع لها.

إن الدرس الذي لقّنته الأمم المتحدة لأمريكا فيما يتعلّق بقضية القدس الفلسطيني كان إحدى إشارات المقاومة والتغييرات الجديدة، ويجب أن لا ننسى أنّ الحادثة الأخيرة لعبت دوراً هاماً في معاداة أمريكا القاسية لتركيا، ولذلك إن المسألة هي أن تركيا لم تُهزم وما زالت ثابتة وصامدة، وستبقى كذلك بإذن الله، كما أن جميع الخطوات المتخذة في إطار الهجمات الأخيرة ضد تركيا تؤدي إلى تغيير وجهة نظر باقي الدول حول سير النظام العالمي.

إن الإيمان بالشيء هو السبيل الرئيس للتفوّق، وفي هذا السياق يمكن القول إن تركيا هي الدولة الاكثر تقديماً للمساعدات الإنسانية على الرغم من جميع المشاكل التي واجهتها وتستمر في مواجهتها، وتساهم في مشاريع هامّة جداً في الصدد ذاته بينما يكتفي البعض بإعطاء المواعظ والحكم فيما يخص تقديم المساعدات، كما أن عناصر العديد من المنظمات الإنسانية مثل الوقف الإسلامي والهلال الأحمر ومؤسسة الإغاثة الإنسانية ومؤسسة حسنة وغيرها من المنظمات الأخرى ينفذّون أنشطتهم الإنسانية في جميع أنحاء العالم، كما أن الشعب التركي يتبرّع بأضحيات العيد للمحتاجين في الدول الأخرى أيضاً، وتفعل ذلك نكايةً بجميع القوى التي تستهدف وجود ووحدة تركيا، ولذلك إن القوى التي تؤمن بأنها تستطيع إرهاق وهزيمة تركيا تُصاب بالدهشة عندما ترى ارتفاع نسبة المساعدات الإنسانية في كل مرة، ولأنهم لا يعرفون معنى البركة ورضى الله عزل وجل لا يُدركون أن المجتمع التركي يربح ولا يخسر عندما يقدّم هذه المساعدات، باختصار، تركيا بخير إلى الآن.

يحب علينا الاحتفال بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ولكن دون أن ننسى هدف الوصول إلى الأعياد الحقيقة، وأريد لفت الانتباه إلى أن المقصود من الاحتفال ليس المهرجانات والرقص والغناء، إنما هي عبارة عن صلة الرحم بين الأقرباء والاجتماع بالأصدقاء والإصلاح بين الناس، ولذلك يجب أن لا ننسى معنى الأعياد بسبب المشاكل التي تواجهها البلاد، ويجب أن نُدرك معنى عبارة "الإيمان هو سبيل التفوّق".

عن الكاتب

أكرم كيزيلتاش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس