د. ياسر سعد الدين - خاص ترك برس

في الدولة العبرية صخب سياسي يتصاعد ويتفاعل بشدة، بشأن ما اعتبر فضيحة من العيار الثقيل بعد أن تم الكشف إعلاميا عن أن إيران تملك نحو 5% من أسهم شركة (تيسنْكْروب) الألمانية التي تزود الجيش الإسرائيلي بالغواصات والسفن. فقد طالب نحمان شاي النائب في الكنيست، عن حزب المعسكر الصهيوني المعارض، رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بطرح تقرير توضيحي حول علاقة إيران بصفقة الغواصات الألمانية لإسرائيل.

وتساءل النائب شاي في بيان أصدره ـ هل أصبحت إيران تشارك إسرائيل أسرارَ المنظومات القتالية التي قد تستهدفها؟ ورأى أن من حق الجمهور الإسرائيلي الحصول على التوضيحات والشفافية في صفقة الغواصات الأخيرة التي تبلغ قيمتها ستة مليارات شيكل، مشيرا إلى أن دافعي الضرائب في إسرائيل هم الذين يموّلونها. وكانت صحيفة (يديعوت احرونوت) كشفت النقاب عن أن شركة استثمارات تابعة لإيران تملك حوالي أربعة ونصف بالمئة من أسهم شركة (تيسِنكْروب) الألمانية التي تبني الغواصات الجديدة لسلاح البحرية الإسرائيلي.

وحسب الصحيفة، فإن ذلك يثير علامات استفهام مقلقة حول احتمال اطّلاع أصحاب الأسهم الإيرانيين على تفاصيل أحد المشاريع الأكثر سرية للجيش الإسرائيلي. الأمر المثير والمقلق في الخبر عربيا لنا ليس في التسلح الإسرائيلي المتواصل والذي يتنافس ويتسابق مع الإيراني لامتلاك أسباب القوة والهيمنة لفرض الإرادة والتسلط في المنطقة فحسب، بل بالخداع الغربي لنا من خلال مواقف معلنة تناقض وتتناقض مع المواقف الحقيقة والمطبقة. فكيف لإيران الدولة المتهمة بالإرهاب ودعمه والتي يفترض أنها كانت لفترة قريبة تحت العقوبات أن تمتلك نصيبا وأسهما في شركة غربية تصنع وتورد أسلحة متقدمة تقنيا؟؟

الخبر يكشف أيضا جانبا من النشاط الإيراني المحموم سياسيا وعسكريا واقتصاديا وتقنيا والذي يمتد إلى إرجاء المعمورة ليصل إلى أدغال إفريقيا وأحراش أمريكا اللاتينية، ونشرا للتشيع حيث يتواجد المسلمون وهي أمور تستخدمها إيران لتزيد من هيمنتها واستعلائها ومن ثم عدوانيتها وأطماعها في المنطقة العربية. النشاط الإيراني يقابله خمول عربي بل مكائد عربية ضد الربيع العربي وحريات الشعوب وتمويل أدوات الانقلاب والقتل والتدمير الذاتي كما في مصر السيسي وليبيا حفتر.

ولك أن تقارن بين طبيعة الاستثمارات الإيرانية كما في شركة الغواصات الألمانية والتي قد تشكل معبرا للتقنية لإيران والاستثمارات العربية غربيا والتي تصب جلها في شراء أندية رياضية وفنادق ومنتجعات سياحية!! كما إن السؤال الذي يطرحه نفسه هنا: إذا كنا قد عرفنا عبر الفضيحة الإسرائيلية عن استثمار إيراني في شركة تصنيع عسكرية ألمانية، نرى ما حجم ما نجهله من الاستثمار الإيراني في المجال التقني العسكري وابحاث التكنولوجيا ذات الطبيعة الحربية؟؟ من المؤلم أيضا المقارنة بين حرص الإسرائيليين على سرية صفقاتهم ومردودها المالي، فيما أنفق العرب تريليونات الدولارات على صفقات التسلح والتي لم ترد عدوا ولم تحرر أرضا أو تدفع عدوانا أو تساند صديقا، ناهيك عن موضوع السرية والتي في الأغلب –عربيا- ليس لها معنا ولا موقعا من الإعراب سوى المبنى على المجهول المبهم!!

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس