ترك برس

قال الكاتب والمحلل السياسي، حسين عبدالعزيز، إن عملية "درع الفرات" المستمرة في شمال سوريا والمدعومة من تركيا "محددة بسقوف جغرافية لا تستطيع تخطيها، ولن تكون قاعدة انطلاق ضد النظام وفق التفاهمات الروسية ـ التركية ـ الأميركية".

وفي مقال نشرته "الجزيرة نت" عن المستجدات الأخيرة في مدينة حلب السورية، قال عبدالعزيز، إنه لم يكن بالإمكان حدوث التغير في المشهد العسكري لمدينة حلب دون صفقة دولية ـ إقليمية ـ محلية مشتركة، بمعنى أن سقوط المدينة لم يكن ليحصل بهذا الشكل لولا غياب الدعم الإقليمي (الخلفي) وتحديدا الدعم التركي.

وأضاف: "صحيح أن القصف الروسي والسوري المكثفين وتماسك جبهة النظام كان لهما دور رئيس في كسب المعركة، لكن ثمة معطيات أخرى لها أهميتها لعبت دورا في وصول الأمر إلى ما هو عليه. فقد بدا واضحا منذ السماح لتركيا بدخول سوريا عسكريا تحت عنوان "درع الفرات" أن ثمة صفقة عقدت مع أنقرة".

واعتبر الكاتب أن الصفقة تقضي بخفض أنقرة مستوى سقفها السياسي في سوريا وترك مدينة حلب للروس والنظام، مقابل الحصول على حصة جغرافية تحمي أمنها القومي وتحول دون تحقيق الأكراد لأي تواصل جغرافي غرب الفرات ومن ثم بين ضفتي الفرات".

وتابع عبدالعزيز: "ترتب على هذه الصفقة غير المعلنة موافقة فصائل معارضة أهمها (أحرار الشام، فيلق الشام، نور الدين الزنكي) على إرسال مقاتليها للمشاركة في عملية "درع الفرات"، فضلا عن إرسال تركيا لواء "فتح حلب" إلى درعا، الأمر الذي أضعف القدرة القتالية للفصائل في حلب".

ورأى أنه مع خسارة مدينة حلب، خسرت فصائل المعارضة التواصل الجغرافي بين ريفيها الشمالي والجنوبي، وستجد فصائل المعارضة نفسها مضطرة إلى تغيير أسلوبها وتكتيكها القتالي، في ظل غطاء جوي ناري مستمر لا قدرة عليه، وفي ظل الأعداد الهائلة من المقاتلين الشيعة القادمين من العراق وإيران وباكستان.

ووفقًا للكاتب، فإن مرحلة قضم الأراضي لصالح المعارضة بدت في خواتيمها في ظل الواقع المذكور، وخياراتها تبدو محدودة للغاية:

ـ الذهاب نحو محافظة إدلب، وهي الخطة التي يسعى النظام إلى تحقيقها من أجل حصر المقاتلين فيها بحيث يصبحوا في موقع الدفاع لا الهجوم، لكن مخاطر التوجه إلى إدلب تعني تحول المحافظة إلى غيتو عسكري معزولة عن التأثير الخارجي، ولا تستطيع إحداث الفرق، باستثناء بعض المناطق التي لن يكون لها أي تأثير مهم.

تحول المحافظة إلى قلعة لفصائل المعارضة قد يحميهم في المرحلة المقبلة، لكنه بالمقابل يفقدهم المبادرة، وسيصبح مصير المحافظة بيد القوة العسكرية المؤثرة في الخارج (النظام وحلفائه)، ولن يمضي وقت طويل حتى يبدأ النظام وروسيا بالهجوم على المحافظة بعد اكتمال الطوق والحصار حولها.

ـ التوجه إلى مناطق سيطرة "درع الفرات"، وبعض المقاتلين فعلا ذهبوا إلى هناك، لكن مخاطر التوجه إلى هذه المناطق تكمن في فقدان التأثير، لأن عملية "درع الفرات" محددة بسقوف جغرافية لا تستطيع تخطيها، ولن تكون قاعدة انطلاق ضد النظام وفق التفاهمات الروسية ـ التركية ـ الأميركية.

ـ التوجه إلى محافظة درعا، لكن مشكلة التوجه إلى هناك أنه لا يوجد قرار دولي بفتح معركة الجنوب، فقد تحولت المحافظة منذ أكثر من عام إلى ما يشبه الستاتيكو العسكري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!