ترك برس

اعتبرت الدكتورة فاطمة الصمادي، الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات، أن غياب الدور العربي في الاتفاق التركي الروسي والملف السوري بأكمله "مرتبط بالخلل الكبير في ميزان القوى بعد احتلال العراق، فمنذ 2003 إلى اليوم ونحن نشهد تراجعا كبيرا لحضور الإقليم العربي وتأثير الدول العربية".

وخلال مشاركتها في ندوة نظمها موقع "الجزيرة نت"، قالت الصمادي إنه "لا يمكن الآن الحديث عن طرف عربي له حضور في المحادثات، ولا يمكن توقع أي ثقل لأي طرف عربي في المحادثات القادمة في أستانا، لأن الأمر مرتبط بالحضور على الأرض، بمعنى ماذا حققت الدول العربية على الأرض؟".

وأوضحت الصمادي أن تركيا لها حضور في سوريا، ولإيرَان حضور قوي وكذلك روسيا، وهذه الأطراف تستطيع أن تجلس على طاولة المفاوضات، ولديها أوراق قوة تستطيع المناورة بها لكن الطرف العربي لا يملك للأسف الشديد أوراقا.

وأشارت إلى أن أن الغياب مرتبط أيضا بضعف الدور المصري بشكل كبير، وأعتقد أن الخلل تزايد منذ الضربة التي وجهت لمشروع التحرر العربي وما حدث في مصر من دعم الانقلاب العسكري الذي كانت له تبعات كبيرة جدا ليس فقط في القضية السورية بل في مجمل الوجود العربي السياسي في المنطقة.

وحول الدور الإيراني، رأت الباحثة أنه "لا يمكن الحديث عن حل في سوريا بدون إيران فقد أصبحت أمرا واقعا، لأننا نتحدث عن أكثر من خمس سنوات من النفوذ الذي بني للإيرانيين داخل سوريا، وباتت إيران ضالعة في مفاصل الحياة السورية بما فيها بناء مليشيات من السوريين أنفسهم.

وأضافت: "بمعنى نحن نتحدث عن وجود واقعي ومليشيات عابرة تأتمر بأمر إيران ونفوذها القوي والكبير جدا في العراق، ولذلك لا حل في سوريا بدون حضور إيراني، وهذا برأيي سيجعل من مفاوضات أستانا في غاية الصعوبة.

وعلينا أن نتذكر في هذا السياق أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه وصَف اتفاق إطلاق النار بأنه هش، لأنه يدرك أبعاد الحالة في سوريا ونفوذ إيران داخلها وما تريده منها، وهي التي دفعت حوالي 175 مليار دولار في سُوريا -وهو مبلغ خيالي- لا يمكن أن تسمح بإقصائِها بسهولة، وتستطيع إجهاض أي اتفاق سياسي في سوريا".

وحول احتمالات لجوء إيران إلى عرقلة الوصول للمؤتمر وتجهضه، قالت فاطمة الصمادي: "لا، هي تعد العدة للمشاركة في المؤتمر لأنها تحتاجه لأجل الاستراحة من جهة ولإقبالِها من جهة أخرى على انتخابات رئاسية في مايو/أيار المقبل، بالإضافة لبدء نوع من النقاش الايرَاني الداخلي حول ملفات الفساد والإنفاق وتراجع الحالة الاقتصادية، خاصة أن الاتفاق النووي لم يأت بالمكاسب التي كانت تريدها إيران".

وأعربت عن اعتقادها في "أن إيران ستدخل المحادثات بأستَانا في زاويَا صعبة لما لها من خبرة في التفاوض، فالملفُ النووي وفر لها خبرة طويلة، وأظن أن نفس الفريق الذي فاوض في الملف المذكور سيشارك في مفاوضات أستانا الشهر الجاري مع دخول مفاوضين من الحرس الجمهوري ضمن الفريق والوفد الإيراني".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!