ترك برس

أكّد الكاتب والإعلامي السوري أحمد موفق زيدان، على أهمية فرض أجندة وطنية حقيقية للشعب السوري من خلال الفصائل التي يجب أن تجبر على التوحّد، وتوحيد قناة الدعم السياسي والمالي لها، مشيرًا إلى أن "العالم يحتاج أن يرى سوريا من خلال تركيا".

وخلال حديثه لوكالة الأناضول التركية للأنباء، قال زيدان إن هناك تشابه بين التجربة الأفغانية والسورية في ملف الحرب؛ من ناحية الأطراف واللاعبين واللعبة نفسها.

وأوضح أنه يمكن لتركيا الاستفادة من هذا الأمر في ملفات اللاجئين، حيث استقبلت باكستان 4 مليون لاجئ أفغاني، وتعاملت من خلال الملف الأفغاني مع غالبية استخبارات العالم، وكانت اللقاءات مع الفصائل الأفغانية لا تتم إلا عن طريقها، مما أكسبها خبرة استخباراتية قوية.

واعتبر زيدان أن الخلافات بين سوريا وإيران في الملف السوري تكمن في بعض التفاصيل وليس خلافاً كلياً، وقال إن "روسيا تريد سوريا تحت حكم جيش علماني قوي مطابق لمصالحها؛ بينما إيران لا يهمها هذا الأمر؛ فلا مانع لديها من استمرار الفوضى والقتل في سوريا مثلما يحدث في العراق واليمن؛ وعدم وجود دولة مركزية قوية وإنما مليشيات مفككة يمكن التأثير عليها".

وحذر زيدان، في معرض كلامه، من الدور الإيراني الذي يمكنه تفكيك وتخريب أي اتفاق في مكان وأي زمان عبر ميليشياتهم. ورأى أن أنقرة في حاجة إلى العنصر العربي لتقوية الموقف التركي.

وعبر أيضاً عن تخوفه من روسيا خلال هذا الاتفاق؛ وأرجع ذلك إلى استمرار إطلاق النار وقصف بعض المناطق؛ مشيرا إلى أن الروس حققوا من خلال هذا الاتفاق "غسل جرائمهم ودمائهم التي أسَالوها في سوريا".

ودعا إلى "ضرورة دعم و تقوية الثوار على الأرض لضمان نجاح أي اتفاق لصالح الشعب السوري، فما لم يكن هناك تقوية للثوار والمجاهدين بالعنصر الاستخباراتي؛ وهذا أمر مهم لأن الثوار لا يملكون أي معلومات عن الطرف الآخر، ولو كان ذلك موجوداً لوفرنا الكثير من الدماء".

ويرى الإعلامي السوري موفق زيدان، الذي عمل 20 عاماً مراسلاً حربياً على الحدود الأفغانية الباكستانية، أنه لا يوجد احتلال رحل نتيجة حرب؛ فلَن يرحل إلا بعد أن يتم إضعاف الاحتلال في بيته؛ فلم ترحل روسيا من أفغانستان (1979-1989) إلا بعد ضعف الداخل الروسي وانهيار اقتصادهِ وحجم تكلفة الحرب الباهظة؛ وأمريكا قامت بالانسحاب من فيتنام (1955- 1975) بعد العمل على الداخل الأمريكي".

وقال زيدان، إن إيران من مصلحتها استمرار الوضع السوري مفككاً فهي تؤمن بمقولة "إذا لم تقاتل في الخارج فأنت مهدد في الداخل"؛ موضحاً أن "إيران تصدر مشاكلها الداخلية للخارج؛ فهي تعرف أنها إذا توقفت عن التمدد الخارجي ستدفع الثمن داخلها؛ مستشهداً بما وقع في العراق وما وصل إليه من حال".

وتطرق زيدان، إلى أهمية أن تضع تركيا الجميع عند مسوؤليته لضمان حل القضية؛ وإجبار الفصائل على التوحد، فـ"العالم يحتاج أن يرى سوريا من خلال تركيا".

وأشار إلى أن "تركيا تحتاج المزيد من التأني رغم كل الضغوطات التي تتعرض لها من الواقع السياسي والخذلان الأوروبي لها في الملف السوري".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!