ترك برس

استعرض الإعلامي والكاتب السعودي، غنام بن هزاع المريخي، تحليلًا عن تزامن زيارتي الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الإيراني حسن روحاني، إلى دول خليجية، الأسبوع الماضي، وسبب اختلاف العواصم المُزارة.

وفي مقال له بجريدة "الرياض" السعودية، أشار المريخي إلى زيارة أردوغان للمنامة والرياض والدوحة تباعا، وزيارة روحاني ليزور لمسقط والكويت، الأسبوع الماضي.

وقال المريخي إن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل محلل ومراقب للوضع في منطقة الشرق الأوسط هو: هل كانت الزيارتان مجدولتين منذ مدة طويلة وكان تزامنهما صدفة؟ ولم كانت العواصم الخليجية المزارة مختلفة في كلتا الزيارتين؟

وتسائل الإعلامي السعودي أيضًا عما إذا كان للأحداث الأخيرة في المنطقة من الحرب على تنظيم الدولة "داعش" في سوريا والعراق وتعثر اجتماعات الاستانة والحرب في اليمن سبب في الزيارتين.

ورأى أن زيارة الرئيس التركي تبدو واضحة أكثر فهو أعلن عن بحثه عن مواقف خليجية - تركيا في حاجتها للاستقرار في المنطقة ويبدو أنه يقصد الدعم الذي يحتاجه الآن في انتقال معارك الجيش التركي وحليفه الجيش الحر من الباب السوري إلى الرقة المعقل الرئيس لتنظيم داعش وما تحتاجه هذه القوات من دعم لوجستي سواء دبلوماسي أوعسكري خصوصا.

ولفت المريخي في هذا السياق إلى وجود قوات للدول الخليجية في قاعدة أنجيرليك التركية بولاية أضنة جنوبي البلاد تساعد في الحرب ضد الإرهاب ضمن التحالف الدولي.

وأضاف: "لا نغفل أيضا أن تركيا من ضمن الدول الراعية لمباحثات الاستانة إضافة إلى روسيا وإيران ويظهر أن هذا الأمر الأهم في كون الشريك التركي للمعارضة السورية يعلم كثيرا من الأسرار حول هذه المفاوضات المغلقة ودول الخليج وخصوصا السعودية تحتاج أن تعلم عما يدور في هذه المباحثات من دولة راعية لها مثل تركيا".

واعتبر الإعلامي السعودي أن "تركيا بالتالي تحتاج إلى استمزاج رأي شريك صادق كدول الخليج العربية وحليفة لها في دعم المعارضة السورية".

هذا من جانب الزيارة التركية فماذا عن الزيارة الإيرانية التي تذكر وسائل الإعلام الإيرانية أنها أتت تلبية لدعوة رسمية من العاصمتين الخليجيتين مسقط والكويت؟، وفقًا للكاتب.

وأشار المريخي إلى أن "طهران اليوم في وضع ليس أفضل فالتصعيد الأمريكي بدأ يتزايد من الإدارة الجديدة حتى وإن كان لفظيا حتى الآن.

وبحسب المريخي، يبدو أن طهران بما عرف عنها من دهاء سياسي بدأت تلعب لعبتها القديمة وهي إفساح المجال لوجهها المعتدل المتمثل في روحاني لتهدئة روع الخليج من تمددها وتهديداتها المستمرة لدوله.

وتابع: "لابأس بل إنه من المفيد أن تقدم طهران نفسها اليوم لدول الخليج كدولة تبحث عن التهدئة فيجب عدم إضاعة الفرصة ومطالبة إيران بكف شرورها عن المنطقة بالأفعال كسحب مليشياتها الطائفية من العراق وسوريا وإيقاف تهريب السلاح إلى الحوثيين ودعم الإرهابيين في البحرين وباقي دول المنطقة".

وأعرب عن اعتقاده بأن طهران اليوم قد تكون ألين كثيرا في بعض مواقفها خصوصا وإن سارت مفاوضات الأستانة كما يجب وظلت الإدارة الأمريكية على هذا الزخم من التصعيد.

وختم مقاله بالقول إن السؤال يبقى حول تزامن الزيارتين من قبل دولتين فاعلتين في أزمات المنطقة العربية وفي يديهما كثير من خيوط الحل والتعقيد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!