أمين بازارجي – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

لا أدري إذا كنتم على علم بذلك, لكن هناك تطورات مهمة تجري في سوريا في الآونة الأخيرة. حيث إن القوات المسلحة التركية تقوم بقصف مواقع حزب العمال الكردستاني في عفرين.

لا تقولوا: إنهم حزب الاتحاد الديمقراطي وليسوا بي كي كي, فأنا سأستمر في تسميتهم بـ بي كي كي لأنني لا أرى فرقاً بين الاثنين. هل تعرفون ماذا يعني ذلك؟ يعني أن القوات المسلحة التركية ستتوجه إلى منبج بعد تطهير منطقة الباب.

 إنّ قصف مواقع بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي في عفرين شاهد على ما سيحصل خلال الأيام القادمة.

 قامت الحكومة التركية بتبليغ إدارة أوباما مسبقاً عن التزامها حول قضية بي كي كي. حيث قامت مراراً وتكراراً بالتصريح عن عدم إمكانية سماحها بوجود عناصر بي كي كي في منبج.

 وأعلن الرئيس أردوغان عن هذا الموقف أمام العالم بأسره, كما أوضح رئيس الوزراء "يلدرم" عن الموقف ذاته بشكل واضح. وحاول "جاويش أوغلو" أن يظهر هذا الموقف أمام مرأى العالم الذي يظهر نفسه بأنّه لا يرى، وأنّ أذنه لا تسمع.

 كان المرحوم "ديميريل" و "أربكان" يتحدثان دائما عن عبارة مفادها: "عليك أن تكون قادراً على تطبيق تهديدك" قاصدين منها أنه من المفترض أن تكون لديك القدرة على تنفيذ ما تهدد به في حال قيامك بتهديد أحد.

تركيا لم تعد تركيا القديمة، فهي الآن تحاور وتحذر ثم تقوم بما ينبغي عليها فعله في حال عدم الاستجابة إلى تحذيراتها.

 وأظهرت هذه القوة خلال عملية درع الفرات. حيث أصبحت هناك تركيا قادرة على تنفيذ تهديداتها. أمريكا وروسيا وأوروبا على دراية بذلك أيضاً. وقد أثبتت تركيا التزامها وتستمر في ذلك.

وفي المقابل ماذا فعلت الولايات المتحدة؟ قامت إدارة أوباما بممارسة سياسة الإلهاء باستمرار. حيث ادعت أن عناصر بي كي كي ستنسحب في البداية, ثم صرحت عن خروج عناصر بي كي كي من منبج, وكذبت تركيا هذه التصريحات في كل مرة.

 قامت إدارة أوباما مسبقاً بإرسال رئيس الأركان "دانفورت" إلى تركيا, و استقبلته الحكومة التركية خلال اجتماع في "انجرليك", وقامت هيئة مشكلة من قبل القوات المسلحة التركية بالتحقيق في "منبج" بناءً على القرار المتخذ خلال ذلك الاجتماع. وقامت الهيئة المعنية بتجهيز تقرير ذكرت خلاله أن عناصر بي كي كي تبحث عن الاستقرار في المنطقة بدلاً من الانسحاب منها, وقامت بتقديم هذا التقرير إلى مجلس الأمن الوطني في اجتماعها الأخير.

 لم تكتفِ تركيا بذلك, إنما قامت بتقديم التقرير إلى "دانفورت" و أوضحت له عن عدم خروج وانسحاب بي كي كي من منبج خلال زيارته الثانية إلى تركيا, كما أظهرت تركيا عزمها والتزامها بموقفها خلال اجتماع "انجرليك" الثاني.

 تبذل تركيا جهدها مظهرةً حسن نواياها, وتطلب من أمريكا أن تستخدم قوتها لإخلاء منبج من عناصر الـ بي كي كي. وتضع خطوطا عريضة تحت هذا الطلب مؤكدة على عدم وجود أي نوع من الهزل في إطار هذا الموضوع.

 أما بالنسبة إلى بي كي كي فإنها تقوم بزيادة التحصينات في المنطقة وتقوم بإرسال الإرهابيين والسلاح إلى منبج, كما أنها تستغل الشباب الموجودين في المنطقة بقوة السلاح وتجبرهم على حفر الخنادق للدفاع عن المدينة.

وصل عدد عناصر بي كي كي في المدينة إلى ما يزيد عن ألفي عنصر في الوضع الحالي. بالطبع إنها محاولة فارغة, لأن عناصر بي كي كي قامت بالمحاولة نفسها في عدة مناطق تركية مثل "شرناق وجيزرة والسور" ودُفن العناصر في الخنادق التي قاموا بحفرها.

إن قام بي كي كي بالمقاومة في منبج فإنه سيكون بمثابة انتحار جماعي لأن القوات المسلحة التركية ستقوم بطردها من المنطقة في نهاية المطاف. ومع ذلك, يبدو أن الأمر لن يصل إلى هذه النقطة.

 يبدو أن بي كي كي سيقوم بإخلاء المنطقة وفقاً للتعليمات التي سيتلقاها من إدارة ترامب, وذلك سيكون لمصلحتها أيضاً. لأن التجارب السابقة أثبتت أن هذا التنظيم الإرهابي لا يمتلك أي فرصة لمواجهة القوات المسلحة التركية. حيث لا مفر من مواجهة بي كي كي في منبج لمصير مشابه للذي واجهه تنظيم داعش في الباب.

في حال اتفاق أمريكا وتركيا على القيام بعملية مشتركة للدخول إلى مدينة الرقة, فإنها ستستخدم منبج كنقطة إنطلاق. لذلك يجب تطهير المنطقة في أسرع وقت ممكن. مما سيؤدي إلى ظهور تطورات جديدة في هذا الصدد خلال الأيام المقبلة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس