ترك برس

رأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس الدكتور خطار أبو دياب، أن أحد أهم الأسباب التي لم تذكر في توتر العلاقات بين تركيا وألمانيا هو التقارب الروسي التركي.

وخلال حديثه لشبكة "التلفزيون العربي"، اعتبر أبو دياب أن التقارب التركي مع موسكو -وإن كان محدوداً- يقلق برلين في لعبة التوازنات الدولية.

قال إن العلاقات بين البلدين متجذرة؛ فالجالية التركية في ألمانيا تقدر بين 3 و5 مليون نسمة منهم 1.4 مليون ناخب يحق لهم التصويت في الاستفتاء القادم في تركيا، وهناك تشابك في العلاقات الاقتصادية والإنسانية والتاريخية بين البلدين، بالإضافة إلى الانتماء المشترك لحلف شمال الأطلسي.

واستبعد أبو دياب أن تتطور هذه التصريحات الكلامية، وأن تؤثر على اتفاقيات استراتيجية بين الطرفين. مؤكداً أن مصلحة البلدين المشتركة تكمن في تطويقها واحتوائها؛ فاتفاق اللاجئين حيوي بالنسبة لألمانيا، وكذلك تركيا لها مصالح في تطويق مثل هذه الخلافات.

وبحسب أبو دياب فإن منع تجمعين انتخابيين لأنصار أردوغان لن يؤثر على نتيجة الانتخابات؛ لأن الجماعات المؤيدة له في أوروبا كثيرة وناشطة جداً، ولها وسائلها في التأثير على الجماهير.

وفي كلمة له الأحد، أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إلغاء ألمانيا فعاليات للجالية التركية على أراضيها، وقال في هذا الصدد "كنت أعتقد أن النازية انتهت في ألمانيا، ولكن يبدو أنها مازالت مستمرة إلى يومنا هذا".

وانتقد أردوغان، سماح دول أوروبية، لأعضاء منظمة "بي كا كا" الإرهابية بتنظيم حملات على أراضيها، لدعم معسكر المصوتين بـ"لا" في الاستفتاء حول تعديل الدستور والانتقال إلى النظام الرئاسي في تركيا.

والخميس الماضي، ألغت السلطات في مدينة غاغناو الألمانية ترخيصًا كانت منحته لـ"اتحاد الديمقراطيين الأتراك الأوروبيين" لعقد اجتماع في المدينة، بدعوى وجود "نقص في المرافق الخدمية" اللازمة لاستقبال عدد كبير من الزوار متوقع أن يتوافد على مكان الاجتماع.

وإثر ذلك ألغى وزير العدل التركي بكر بوزداغ زيارته إلى ألمانيا حيث كان سيشارك في الاجتماع وسيلتقي نظيره الألماني.

كما ألغت مدينة كولونيا الألمانية الأحد الماضي تجمعًا مماثلًا كان من المفترض أن يلقي وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي كلمة خلاله، بدعوى وجود مخاوف أمنية.

وعلى خلفية إلغاء الاجتماعين، استدعت الخارجية التركية السفير الألماني في أنقرة، الخميس، لاستيضاح الأمر.

ومن المرتقب أن يلتقي وزيرا خارجية البلدين يوم الأربعاء القادم لبحث المسائل عن قرب، ويأتي الإعلان عن هذا اللقاء بعد اتصال هاتفي جرى بين رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!