ترك برس

نشرت محطة سي إن إن الإخبارية الأمريكية تقريرا لمراسلتها كارا فوكس التي زارت ولاية قونيا، تحدثت فيه عن الشعبية الهائلة التي يتمتع بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الولاية  بفضل المشروعات الاقتصادية والتنموية، الأمر الذي يعني أن الأغلبية الساحقة في الولاية ذات الطبيعة المحافظة تؤيد مشروع الاستفتاء على تعديل الدستور.

وكتبت فوكس في مقدمة تقريرها أن قونيا التي تشتهر بأنها موطن الدراويش الدورانية الصوفية، وكانت ذات يوم مركزا زراعيا وباتت في الوقت الحالي قوة اقتصادية، حيث انضمت ناطحات السحاب فيها إلى أفق هيمنت عليه مآذن المساجد لعدة قرون.

حدث هذا التحول بفضل القطار السريع الذي يمر عبر المراعي التركية إلى أنقرة، مما أدى إلى خفض مدة السفر بين المدينتين من أكثر من 10 ساعات إلى أقل من ساعتين. وقد جعل خط السكك الحديدية، الذي وضعه حزب العدالة والتنمية الحاكم، وأنجز العمل فيه في عام 2010، المدينة الواقعة في منطقة وسط الأناضول مفتوحة أمام الاستثمار والتنمية.

ولذلك فليس من قبيل المصادفة أن تكون قونيا معقلا انتخابيا للرئيس رجب طيب أردوغان، فقد صوت ما يقرب من 75٪ من الناخبين الذين يعيشون هناك بأصواتهم لصالح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات العامة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.

يقول فاديمي تشيشيك العامل في بلدية المدينة "لم تتطور قونيا إلا في عهد حكومة العدالة والتنمية، وقبلها كان الوضع في حالة بالغة السوء. لقد منحونا الوظائف. لو لم يكونوا فازوا في الانتخابات، لبقينا في المنازل مثل ربات البيوت. أما الآن فنحن نربح المال".

وأضاف تشيشك الذي شارك في رسم علم تركيا باستخدام زهور التوليب في محاولة لتحطيم الرقم القياسي العالمي " لقد أعطتنا الدولة كل شيء، ونحن ممتنون لها. أما الطيب فهو واحد ووحيد. حفظ الله الطيب".

أمس الجمعة زار أردوغان المدينة لحشد الأصوات للاستفتاء التاريخي يوم 16 نيسان/ أبريل الجاري على تحويل نظام الحكم في البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي الذي يقوده أردوغان ويسمح له بالبقاء في منصبه حتى عام 2029 (إذا نجح في الانتخابات الرئاسية). ولذلك يخشى المنتقدون هذه التغييرات الدستورية المقترحة.

لكن العديد من المصوتين بنعم فى قونيا يقولون إن أردوغان هو الرجل  الوحيد الذي يصلح لهذه المهمة، ويقولون إنه يجب السماح له بمواصلة إصلاحاته.

تستمر الحياة كالمعتاد بالنسبة إلى كثير من سكان قونية قبل زيارة أردوغان، ولكن الحديث عن الاستفتاء يتردد في كل مكان.

التقيت أربعة أصدقاء من الشباب، ثلاثة منهم يحفظون القرآن كاملا، كانوا يتسامرون، ويستمعون إلى موسيقى الهيب هوب، ويلتقطون صور السلفي قبل أيام من الاقتراع. ويقولون جميعا إنهم يخططون للتصويت بنعم في الاستفتاء.

قونيا هي واحدة من المناطق الأكثر محافظة في تركيا، وقد وصفت ذات يوم بقلعة الإسلام، ولذلك يحظى خطاب أردوغان بقبول كبير لدى العديد من سكان المدينة البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة.

 قالت لي اوزليم كوتشوك وهي شابة في الثانية والثلاثين من عمرها كانت تدخن في حديقة عامة بعد ظهر يوم مشمس "لقد صوتت مرة واحدة فقط في حياتي، وكان ذلك لصالح حزب العدالة والتنمية".

وبالقرب منها كانت إلماس إرجان البالغة من العمر 23 عاما تتناول الطعام مع صديقتها. قالت لي إلماس "إنه على الرغم من أن عائلتها لم تستفد شخصيا من حكم حزب العدالة والتنمية، فإنني أشعر بحرية أكبر أثناء ارتداء الحجاب بالتأكيد.

في ثمانينيات القرن الماضي حظر الجيش الحجاب في العديد من المؤسسات العامة في تركيا، حيث كان ينظر إلى الجيش منذ فترة طويلة على أنه الوصي على النظام العلماني ضد الزحف الإسلامي في المجتمع التركي. ورفع أردوغان الحظر عندما كان رئيسا للوزراء فى عام 2013.

وفي الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد التركي أزمة مالية ، فإن الشركات في قونية تقول إنها ما تزال تشهد ارتفاعا في الأرباح.

يقول عمدة قونية وعضو حزب العدالة والتنمية، طاهر أكيوريك، إن نجاح مدينته يرجع إلى أردوغان وإلى استثمار الحزب الحاكم في الصناعة والاقتصاد في المدينة، وإن مواطنيها سعداء برد الجميل بالدعم السياسي، مضيفا أن قونيا هي واحدة من المدن التركية التي تعطي أعلى دعم لحزب العدالة والتنمية وللرئيس.

في إحدى جوانب المدينة وبالقرب من ضريح الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي، تقع شركة الحلويات التي يديرها رجل الأعمال قدير طه. بدأت الشركة في بيع الحلوى التركية التقليدية "حلاوة"، ولكنها تحولت على مر السنين إلى إنتاج الصيدليات المتطورة، وأصبحت بمرور الوقت واحدة من أكبر 500 شركة في تركيا، وتصدر منتجاتها إلى أكثر من 100 دولة في العالم.

ويعزو قدير طه النجاح المتواصل لشركته إلى التشجيع والدعم الذي يقدمه حزب العدالة والتنمية الذي يقول إنه يدعم البحث والتطوير. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!