محمود القاعود - خاص ترك برس

كما هو متوقع.. أقر الشعب التركي التعديلات الدستورية يوم 16نيسان/ إبريل 2017م، للانتقال إلى النظام الرئاسي، وإلغاء النظام البرلماني المعمول به منذ تأسيس الجمهورية التركية.

كان يوما تاريخيا.. ربما هو أهم أيام تركيا في العصر الحديث.. إذ انتقلت تركيا لمرحلة جديدة تماما.. تتحرر فيها من قيود البيروقراطية.. أو بالأحرى القيود التي ربط بها الغرب الصليبي تركيا لمنعها من الانطلاق والتقدم والتطور.

صاحبت الاستفتاء عملية صاخبة من الجدل والتوقعات والشد والجذب، وحالة حادة من الاستقطاب.. في ظل دعم أوروبي وقح لرفض تعديل الدستور والتحريض الأعمى ضد هذه العملية الديمقراطية.

انتصرت تركيا بشعبها وتاريخها ضد الهجمة الصليبية.. كما انتصرت على طواغيت العرب الذين كانوا يتربصون بالرئيس رجب طيب أردوغان، كونه يفضح ديكتاتوريتهم وإجرامهم بحق الشعوب العربية.

ما بعد 16 إبريل لن يكون مثل قبله.. ستزداد المؤامرة.. وستزداد شراسة الحرب الصليبية.. وسيزداد اختلاق الصراعات الطائفية.

أمام تركيا الجديدة تحديات رئيسية لا بد لصانع القرار أن يتعامل معها فورا وبمنتهي الحزم:

أولًا: التحالف الروسي – الأمريكي ضد الإسلام والمسلمين.. وخاصة ضد تركيا الدولة الوحيدة المتبقية في العالم الإسلامي في حالة من القوة والرخاء.

ثانيًا: موضوع  أو مصيبة المجرم بشار الأسد الذي دعمه الغرب الصليبي – ولا زال – حتى ينقل الخراب والفوضي إلى تركيا.. ما لم تبادر تركيا بإزاحته وإسقاط حكمه – بكل السُبل وشتي الطرق – فإن فاتورة بقائه مكلفة ومؤلمة جدا لتركيا.. وربما يكون استمرار بشار هو العقاب الغربي لأردوغان.. لا سيما مع وضوح معالم الدولة الكردية في شمال سوريا ودولة الساحل العلوية.

ثالثًا: عدم الانجرار  إلى أي تدخل عسكري بسوريا يستهدف داعش، مثل الحديث عن مهاجمة الرقة.. هذه حروب استنزاف يورط الغرب تركيا فيها.. حتى يقوي بشار الأسد.. وتقوي معه المنظمات الكردية الإرهابية التي تدخل فورا إلى مناطق داعش وتضمها لكيانها، وبموازاة ذلك ينتقم داعش من تركيا بالمفخخات فيدمر السياحة.. وبالتالي ينهار الاقتصاد التركي.

رابعًا: الاتحاد الأوروبي الصليبي الذي ما فتئ يبتز تركيا بعضوية الاتحاد ويفرض شروطه المجحفة على الأتراك لسلخهم من دينهم وتاريخهم وهويتهم.

خامسًا: كشف عملاء الغرب في الداخل من الكيان الموازي والمنظمات الكردية الانفصالية.. فهؤلاء وقود إشعال الحرب الأهلية لعرقلة تركيا عن تقدمها وتطورها.

التحديات كبيرة وعديدة.. وعلى تركيا التعامل معها بنفس السرعة التي يُخطط فيها الآن السي آي إيه والكي جي بي.. لمواصلة دعم بشار وتقسيم تركيا.

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس