محمود القاعود - خاص ترك برس

ثمة اتفاق عالمي صليبي صهيوني ملخصه: بقاء السفاح النصيري بشار الأسد في حكم سوريا.. والإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووضع دُمية مكانه في حكم تركيا.. وما عدا ذلك مجرد تفاصيل صغيرة تحت الاتفاق.

لطالما ادعى الأمريكان أنهم مع الديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها واختيار حكامها، ثم بمجرد أن ثارت الشعوب ضد الحكام الخونة الذين عيّنتهم أمريكا بالقوة المسلحة، والدعم المالي والاستخباراتي، جُن جنون أمريكا، فقررت معاقبة الشعوب التي تمردت علي صبيانها المخلصين وجيوشها العميلة التي لا تحمي سوي مصالح أمريكا وإسرائيل، وتسحق أى نهضة تطمح إليها الشعوب المسلمة.

وفي هذا الإطار نفهم استمرار أمريكا في دعم بشار وعصابته منذ انطلاق الثورة السورية في 15 آذار/ مارس 2011م، بل والدفاع عنه عندما سحق الشعب السوري بالسلاح الكيميائي – ولا زال – حتى آخر مجزرة كيمائية ارتكبها بشار في خان شيخون بريف إدلب في 4 نيسان/ إبريل 2017م  وراح ضحيتها عشرات الأطفال الذين قضوا بغاز السارين القاتل.

لم يكن بشار الأسد ليرتكب أي مجزرة إلا بضوء أخضر من أمريكا وأمر مباشر.. فلطالما قلبت أمريكا الدنيا وجيّشت الجيوش من أجل مسيحي أصيب بنزلة برد أو شيعي لديه شيءٌ من السعال.. لكن لأن بشار يقتل المسلمين ويُفرغ سوريا من سكانها لصالح النصيرية والشيعة والصهاينة.. فكل ما يفعله حلال ويحظي بإجماع المجتمع الدولي العنصري المنافق..

من حق سفاح زنيم مثل بشار الأسد أن يبقى في الحكم، يذبح ويقتل ويُعذّب ويغتصب ويفقأ العيون ويقطع الأعضاء الذكورية للرجال ويحتكر السلطة والثروة.. وفق حضارة الغرب الصليبي القائمة على النهب والقتل والتطهير العرقي.. لكن ليس من حق رجب طيب أردوغان أن يخدم شعبه وأمته، وينتشل تركيا من براثن الفقر والديون والتبعية والتخلف..

أردوغان ارتكب عدة جرائم وفق الفاشية الصليبية: استطاع أن ينهض باقتصاد تركيا، وطوّر منظومة الصحة، وقدم حلا جذريا لأزمة البطالة، وافتتح عشرات المشاريع العملاقة، وحوّل تركيا لدولة قوية تجذب السياح والاستثمارات، وحرر الإسلام الذي سجنه العلمانيون علي مدار عقود، والتحم بقضايا الأمة في الصومال وفلسطين المحتلة وبورما وسوريا.. وعليه فلا بد أن يدفع فاتورة خدمة بلده.. فكيف لحاكم مسلم أن يتجرأ ولا يكون عميلا لأمريكا؟! كيف لا يرعى مصالح إسرائيل؟! كيف يشذ عن قاعد حكام الشرق الأوسط في العمالة والدياثة والخيانة؟!

ولذلك كلما زاد دعم الغرب الصليبي لبشار الأسد.. كلما زاد تآمرهم لتصفية أردوغان – خاصة بعد فشل الانقلاب الخسيس في 15 تموز/ يوليو 2016م وعقب تعديل الدستور التركي والتحوّل للنظام الرئاسي..

أراد الغرب أن يجعل السوريين مثلا وعبرة لأي شعب يفكر في الثورة.. حتى يبقي الحكام العملاء في السلطة.. ينفذون مشروعات الغرب.. كذلك يُريد أن يجعل أردوغان مثلا وعبرة لأي حاكم يُفكر في الاستقلال وخدمة وطنه وأمته.

أُكرر هذه هي المعادلة.. وما دون ذلك تفاصيل.

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس