محمد بارلاض- صحيفة صباح التركية- ترجمة وتحرير ترك برس

أفضل ما يمكننا فعله على الصعيدين السياسي والاجتماعي بعيد انتهاء الاستفتاء، هو أن نقول: أين كنا؟ وأن نبدأ من المكان الذي توقّفنا عنده قبيل الاستفتاء والسير قدما.

إن نتيجة الاستفتاء أدّت إلى تغيير النظام، إذ سيتم الانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وهذه النتيجة تعكس بطريقة أو بأخرى مدى ثقة الشعب التركي بالرئيس أردوغان، ولكن الآن علينا أن نترك مرحلة الاستفتاء خلفنا، والتطلع نحو المستقبل.

الاستقطابات والتحزبات أمر طبيعي

إنّ الاستقطابات والتحزبات التي تحدث قبل أي انتخاب أو استفتاء أمر طبيعي للغاية، وليس أمرا خاصا بتركيا....ألم نشاهد مثل هذه الاستقطابات والتحزبات في سياسات دول أجنبية، وخصوصا في الانتخابات الأمريكية المؤخرة؟ ألم يقل معارضو ترمب بأنّهم سيغادرون الولايات المتحدة الأمريكية في حال فاز ترمب في الانتخابات؟ وكذلك ألم نلاحظ أنّ الأمر ذاته يحدث في فرنسا التي تقبل على انتخابات في 21 من الشهر الحالي؟ فالسياسة الفرنسية أيضا تشهد استقطابات وتحزبات.

الصناديق هي التي تحدّثت

خلال الحملات الدعائية الخاصة بالاستفتاء الجميع عبّر عن رأيه، والبعض أدلى بتصريحات تجاوز الحدود المنطقية والمعقولة، إذ كانت تصريحاتهم تحمل في طياتها نبرة الحقد والكراهية، ولكن في النهاية الصناديق هي التي أعطت الجواب النهائي. ومن هنا على جميع السياسيين والمواطنين أيّا كان عملهم العودة إلى ممارسة عملهم بشكل طبيعي.

تحذير مهم

لا بدّ من أنّ المرحلة القادمة بالنسبة إلى بعض السياسيين ستكون أصعب. والجواب الذي أعطاه الشعب من خلال صناديق الاقتراع سيحدد جدول أعمال هؤلاء القادة أيضا. وكل من ظنّ من السياسيين أنّه يمكن أن يهدد الناس، وأنّ الأمور تُحل بالغضب والحماس فقد وجد مرة أخرى أنّ طريقته خاطئة، وذلك عندما تلقى التحذير الشديد اللهجة الذي خرج من الصناديق والذي قال لهم فيها: "كفاكم". وبالنسبة إلى أولئك الذين لا توجد لديهم أية مشاريع أو آفاق مستقبلية ستكون حياتهم صعبة.

سننجح

علينا ألا ننسى أن عدم الاستقرار في العالم الخارجي، والأزمات الموجودة في المناطق الجغرافية المختلفة تدعونا إلى أن نكون حذرين أكثر. علينا أن نحافظ على مكانة تركيا لتبقى بمثابة الميناء الآمن بالنسبة إلى الشرق الأوسط، فقد نجحنا في هذا الأمر في الماضي، وسننجح في المستقبل. الآن يجب أن نركّز على تعزيز الحريات أكثر في بلادنا. وعلينا أن نترك المشاكل التي حدثت سواء في الداخل أم في الخارج في الماضي. إن ثقة الشعب ووعيه أكبر سند لنا في هذا البلد

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس