محمد بارلاص -صحيفة صباح- ترجمة وتحرير ترك برس

أهم ما يميز المرحلة الحالية فيما يخص السياسة الخارجية عن السنوات السابقة هو كون "دونالد ارمب" رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

سواء أأحببنا أم لم نحبب، وسواء أغضبنا أم لم نغضب، إنّ الولايات المتحدة الأمريكية هي قوّة عظمى. إنّ قوة أمريكا لها انعكاس على أحداث مناطق العالم كلها. ولذلك من الضروري جدّا متابعة موقف أمريكا من الأحداث العالمية، وكذلك القرارات التي تُتخّذ من قبلها.

تناقضات ترمب

للأسف عدم تحديد الرئيس الجديد "ترمب" لمواقفه بشكل واضح، وعدم التمكن من تخمين ما يمكن أن يفعله، بات سمة من سمات السياسة الأمريكية. ما قاله ترمب بالأمس، يتناقض مع القرارات التي اتخذها اليوم، على سبيل المثال: "كان قد أعطى إشارات قبل أن يصبح رئيسا بأنّه سيكون صديقا لروسيا ولـ بوتين، ولكن بسبب الصواريخ التي أطلقها على سوريا، العلاقات الروسية الأمريكية وصلت إلى حدّ الانقطاع.

كلام الليل محاه النهار

خلال الحملة الانتخابية الخاصة بالرئاسة، كان ترمب قد وجّه اللوم لإدارة أوباما بسبب تدخلها في سوريا. وفي الأسبوع المنصرم صرّح بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية لا تنتظر بالضرورة إسقاط بشار الأسد عن الحكم. بينما حدثت كل هذه التطورات في الماضي القريب أخذ ترمب رئيس الصين في ولاية فلوريدا بالأحضان، بعد أن كان في السابق قد  أعلن بأنّ الصين عدوّ لأمريكا.

علينا أن نتصرف بحذر

إنّ رد فعل أمريكا تجاه استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي ضد الأطفال في خان شيخون، وضربه للقاعدة العسكرية في طرطوس كرد فعل لما قام به النظام، أمر إيجابي ويستدعي التأييد. ولكن في الوقت نفسه علينا ألا نبالغ في التأييد، ذلك لأنّه من غير المعروف ما الذي يمكن أن تفعله غدا "أمريكا ترمب".

عند الأخذ بعين الاعتبار دعم أمريكا المادي والمعنوي لامتداد تنظيم بي كي كي في سوريا "حزب الاتحاد الديمقراطي" نجد أنّه من الضروري بمكان التصرّف بحذر تجاه أمريكا.

باختصار أمريكا ترمب تبدو وكأنها سفينة تسير بحسب ما تقضيه الرياح

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس