ترك برس

توقعت مجلة فورين بوليسي الأميركية أن يوقف الاتحاد الأوروبي مفاوضاته لضم تركيا لعضويته على خلفية التقارير التي وردت مؤخرًا حول "عدم نزاهة وعدالة" الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية، والتي أدانتها تركيا بشدّة.

وأظهرت النتائج الأولية للاستفتاء أن نسبة تأييد التعديل الدستوري بلغت 51.4% ونسبة الرفض 48.6% بعد فرز كامل صناديق الاقتراع، حيث وافق 25 مليوناً و154 ألفاً و257 ناخباً على التعديل، وصوت ضده 23 مليوناً و775 ألفاً و294 ناخباً، بفارق مليون و378 ألفاً و963 صوتاً.

وبحسب الجزيرة، قالت المجلة الأمريكية إنه مع ورود تقارير حول عدم نزاهة وعدالة الاستفتاء الأخير، فإن تركيا ستعزل نفسها أكثر على الساحة الدولية، خاصة من أوروبا والولايات المتحدة.

وسردت المجلة آراء المراقبين الدوليين الذين انتقدوا معاملة الحكومة للاستفتاء وحملتها الدعائية و"بيئة الإعلام" وسجل الناخبين وتعامل السلطات مع المراقبين، مشيرة إلى تقرير مراقبي المنظمة من أجل الأمن والتعاون بأوروبا (14 صفحة) واصفة إياه بـ"المهلك".

وقالت المجلة إن تقرير مراقبي هذه المنظمة قاسٍ بشكل غير عادي، وكان رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على منظمة الأمن والتعاون مماثلا إذ حذرها بعبارة "الزمي حدودك".

وأشارت إلى شكر المتحدث باسم الخارجية الأميركية بالإنابة مارك تونر المنظمة وقوله إنهم ينتظرون من الحكومة التركية أن تحمي الحقوق والحريات الأساسية لجميع المواطنين.

ونسبت إلى الباحث ناتي سخينكن بـ فريدوم هاوس قوله إن الاستفتاء التركي كان "سيئا تماما، وربما يدفع أميركا وأوروبا ليس إلى وقف تعاونهما مع أردوغان فحسب، بل إلى العمل بعيدا عنه".

وذكرت أن أول تأثير مباشر سيكون في علاقات تركيا مع أوروبا، حيث من المحتمل أن يوقف الاتحاد الأوروبي مفاوضاته لضم تركيا لعضويته واستبعاد إمكانية موافقته على إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول لدول الاتحاد، ومن جانب تركيا فإنها ستستمر في التهديد بإلغاء اتفاقية اللاجئين.

وسيكون التأثير أكبر حجما في العلاقات مع أميركا، إذ لن تتوقف واشنطن عن دعمها لأكراد سوريا ولن تسلم رجل الدين التركي فتح الله غولن المطلوب من تركيا.

وأضافت المجلة إن التوتر مع أوروبا وأميركا سيمتد إلى حلف الأطلسي "الناتو"، إما بتقييد تعاون الحلف مع أنقرة أو اعتبارها من قبله أقل من حليف.

ونقلت المجلة عن الخبير في شؤون تركيا بجامعة كولومبيا الأميركية ديفد فيليبس قوله إن فكرة أن تركيا شريك في الأمن لا يمكن الاستغناء عنه هي فكرة خاطئة، مشيرا إلى أن الغرب بحاجة إلى خيارات، ويجب عليه النظر للناتو ليس بوصفه حلفا أمنيا فقط، بل ائتلافا من دول تتشارك قيما متماثلة.

وتساءلت المجلة عن الحكمة في أن يقرر أردوغان، الذي كان يتمتع عمليا بسلطات واسعة للغاية، تنظيم استفتاء يتسبب في تعميق الاستقطاب ببلاده ويعزلها دوليا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!