أحمد طلب الناصر - خاص ترك برس

منذ بداية العام الدراسي الحالي 2016-2017 قامت مديرية التربية في مخيم أضنة للاجئين السوريين بتعيين 140 مدرسًا تم توزيعهم على صالات التعليم المخصصة لتدريس طلبة المخيم المذكور، وذلك بعد إخضاعهم لدورة التأهيل التربوية التي اشترطتها منظمة اليونسيف بالتعاون مع وزارة التعليم الوطني التركية لتعيين المعلمين السوريين على مراكز التعليم المؤقتة في تركيا.

وبعد مباشرة عمل المعلمين في تعليم أبناء المخيم البالغ عددهم 3750 طالبًا في جميع المراحل الدراسية لمدة شهر واحد، جاء قرار بإفراغ مخيّم أضنة ونقل الأهالي إلى 3 مخيمات أخرى هي مخيم ملاطية، وكيليس، والإصلاحية في عينتاب، ريثما يتم استبدال الخيم بـ"كرفانات" حديثة ومن ثم العودة إليه بعد الانتهاء.

توزّع المعلمون والطلاب على المخيمات الثلاثة، حيث التحق قسم من الطلاب بالمدارس المتواجدة ضمنها، وقسم آخر لم يستطع الالتحاق، كما حصل في مخيم كيليس، لامتلاء المراكز بالطلاب وعدم القدرة على استيعاب الجدد. أما الكادر التعليمي فلم يستطع الالتحاق والعمل بتلك المدارس لوجود الكادر الأصلي فيها وعدم الحاجة لمعلمين جدد.

ولدى مراجعة المعلمين لدوائر التربية في مناطقهم الجديدة لوضع أنفسهم تحت تصرفها لم يحصلوا على وظائفهم للأسباب التي أوردناها، وبالتالي لن تستطيع المديريات الفرعية لاحقًا رفع قوائم بأسمائهم إلى منظمة اليونسيف، الجهة المسؤولة عن صرف رواتب المعلمين السوريين العاملين في المراكز المؤقتة بتركيا، كونهم ليسوا على رأس عملهم وليسوا من المعيّنين في الأصل داخل المخيمات الثلاثة التي قدموا إليها.

وحين توجّه أولئك المعلمون إلى منظمة اليونسيف أبلغتهم المنظمة بأن أسماءهم لم ترد ضمن قوائمها إلا في الشهر العاشر من العام 2016، وهو الشهر الوحيد الذي قبضوا راتبه قبل مغادرتهم القسرية من مخيم أضنة والبالغ 600 ليرة تركية.

الآن، وبعد مضي أكثر من خمسة أشهر على انقطاعهم عن العمل، وتوقّف مورد رزقهم الوحيد، يعاني معلمو مخيم أضنة من غياب الجهة الراعية والمسؤولة عن حقوقهم لا سيما وأنهم لم يتخلّوا عن واجبهم التعليمي بمحض إرادتهم.

وبهذا الصدد يقول المعلم "باسل" أحد معلمي المخيم لترك برس: "نعاني من قلة في المال فقد مضى على انقطاعنا خمسة شهور من دون عمل ونحن وأسرنا بحاجة ماسة له.. وهناك قسم كبير من المعلمين اضطروا لاستئجار بيوت لعدم توفر مساكن لهم ضمن المخيمات، وهم لا يستطيعون القيام بأي عمل غير التدريس، فنرجو من منظمة اليونسيف بتركيا صرف رواتبنا حسب القوائم الموجودة لديها منذ الشهر العاشر أو مخاطبة التربية لرفع أسمائنا، ونحن مستعدون لمزاولة عملنا في أي مكان يرونه مناسبًا".

 يشار إلى أن مخيم العثمانية قد تعرّض هو الآخر لعملية نقل لساكنيه إلا أن رواتب المعلمين لا تزال مستمرة حتى الساعة، علمًا بأن العام الدراسي قد شارف على نهايته.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!