كيليتش بوغرا كانات - صحيفة - الصباح - ترجمة وتحرير ترك برس

بدأت أنقرة في إعادة تجديد أجندة سياستها الخارجية في فترة ما بعد الاستفتاء في محاولة لتحقيق التوازن بين العلاقات الهشة مع تحالفاتها

وفي أعقاب الاستفتاء التاريخي في تركيا، أطلقت أنقرة أجندة سياسية خارجية وأجندة أمنية وطنية أكثر نشاطًا. ومن المؤكد أن جزءًا من هذا النهج الجديد يزيد من حدة مكافحة الإرهاب. وبوصفها بلداً ضحية لهجمات إرهابية من عدة منظمات إرهابية، من المتوقع أن تتصدى تركيا لهذا التهديد في هذه الفترة الجديدة من خلال القضاء ليس فقط على التهديد الحالي ولكن من خلال اتخاذ خطوات لمنع إعادة التنظيم في المستقبل ومنع عودة ظهور الجماعات الإرهابية على طول الحدود.

بالإضافة إلى أنشطة مكافحة الإرهاب خلال السنوات العديدة الماضية وأيضاً عمليات مثل عملية درع الفرات، تعتزم الحكومة التركية أيضاً منع أي مجموعات من العمل بحرية على طول حدودها. وكانت الضربات الجوية ضد أهداف حزب العمال الكردستاني الأسبوع الماضي أول علامة على هذه السياسة الجديدة. وذكر الرئيس رجب طيب أردوغان في مقابلة أنه قد يكون هناك مزيد من الضربات على أهداف حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش في الأيام المقبلة. في حقل السياسة الخارجية، من ناحية أخرى، سيكون لدى صانعو السياسة الخارجية التركية شهراً حافلاً. وستكون زيارة الرئيس أردوغان إلى الهند هذا الأسبوع المحطة الأولى لاجتماعاته في الصين وروسيا والولايات المتحدة، وفي وقت لاحق قمة الناتو.

ومن هنا، ستكون هذه الأحداث هامةً لمستقبل علاقات تركيا مع هذه البلدان ومستقبل السياسة الخارجية. وبطبيعة الحال، وبسبب الأضرار التي لحقت في فترة أوباما القليلة الماضية في العلاقات الثنائية، ستكون زيارة الرئيس أردوغان إلى واشنطن العاصمة واحدة من أهم مواقف هذه القمة الماراثونية. وسيحاول الزعيمان حل المشكلات التي ظهرت في العلاقات الثنائية. في هذا الاجتماع الأول مع الرئيس ترامب، سيرفع الجانب التركي مرة أخرى توقعاته من الولايات المتحدة وسيكون الاجتماع واحداً من الاجتماعات الأكثر أهمية في مستقبل العلاقات الثنائية.

ومع ذلك، قبل الذهاب إلى واشنطن العاصمة، ستكون هناك ثلاث مؤتمرات قمة هامة، ويشكل كل منها منعطفاً هاماً في العلاقات الثنائية. وتُعتبر الزيارة إلى الهند بين زعماء البلدين محط اهتمام لكثيرين. وعلى الرغم من وجود الكثير من أوجه الانتماء الثقافي والاجتماعي بين تركيا والهند، فقد كان هناك نقصاً كبيراً في التعاون الاقتصادي والسياسي. ويمكن أن تكون هذه الزيارة لحظة فاصلة في إكمال البعد المهمل للعلاقات الثنائية وبداية جديدة لتركيا، التي تتخذ خطوات لتنويع علاقاتها الاقتصادية والسياسية الخارجية.

وفى أعقاب زيارته لدلهي، سيحضر الرئيس أردوغان ووفده قمة هامة، وهذه المرة في الصين. ففي الآونة الأخيرة، كان مشروع طريق الحرير الجديد في الصين- والذي يطلق عليه الآن مبادرة "حزام واحد طريق واحد"- مسألة نقاش مستمر بين الخبراء في آسيا. ويعتبر واحداً من أكثر المشاريع طموحاً في العقود الأخيرة.

وقد يكون لزيارتي الهند والصين تداعيات هامة على العلاقات الاقتصادية الخارجية لتركيا، وبالتالي فإن الزيارة إلى واشنطن العاصمة، بالإضافة إلى قضايا استراتيجية أخرى، قد تحتاج إلى جدول أعمال اقتصادي أيضاً. وبالنظر إلى رغبة الرئيس ترامب في التفاوض على صفقات تجارية على الصعيد الثنائي مع بلدان مختلفة، يمكن أن تكون هذه فرصة جيدة لكلا البلدين لتعزيز الحلقة الأضعف في علاقاتهما الثنائية.

وبالمثل، بالنظر إلى أن أحد أهم بنود جدول الأعمال في القمة التركية الروسية سيكون أنظمة الدفاع الجوي، قد يكون هذا أيضاً فرصة هامة بالنسبة للولايات المتحدة ودول الناتو لإعادة النظر في مواقفهم فيما يتعلق بسياساتهم بشأن بيع أنظمة دفاع جوي إلى تركيا. وفي الأسبوع الذي سبق الاستفتاء خلال زيارته لواشنطن العاصمة، ذكر وزير الدفاع التركي أن أياً من دول الناتو لم يكن مستعداً لنقل التكنولوجيا إلى حليف آخر في حلف شمال الأطلسي، وأن تركيا تشعر بخيبة الأمل إزاء هذا الموقف.

وخلاصة القول، فإن الشهر المقبل سيكون حاسماً في السياسة الخارجية لتركيا. وسيكون تنويع العلاقات الاقتصادية الخارجية مفتاح هذه الجولة، ويرافق أكثر من 100 رجل أعمال رئيس تركيا في جولته إلى الدول الآسيوية. وفي الوقت نفسه، في واشنطن العاصمة وبروكسل، ستكون هناك محاولات لتحسين العلاقات عبر إصلاح الأضرار التي لحقت بها خلال السنوات القليلة الماضية.

عن الكاتب

كيليتش بوغرا كانات

أستاذ مساعد للعلوم السياسية في جامعة بين ستيت في الولايات المتحدة الأمريكية.


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس