محمد بارلاص-صحيفة صباح- ترجمة وتحرير ترك برس

بتنا نرى على أرض الواقع الأمور التي بدأ الدستور الجديد بتغييرها بعيد الاستفتاء الذي أجري في تاريخ 16 نيسان / أبريل، وأولى هذه التغييرات، هو انضمام الرئيس التركي أردوغان إلى حزب العدالة والتنمية من جديد.

عاصفة في جبهة حزب الشعب الجمهوري

من التغييرات التي لم تخطر على بال أحد، هي التغييرات التي طالت حزب الشعب الجمهوري، الحزب المعارض الأم في تركيا، إذ لم تقتصر التغييرات على الحزب الحاكم، أو على رئيس الجمهورية التركية....إذ أدت التصريحات التي أدلى بها زعيم حزب الشعب الجمهوري السابق "دنيز بايكال" في لقاء تلفزيوني أجراه، إلى عواصف داخل الحزب، وذلك عندما طالب الزعيم الحالي "كمال كليجدار أوغلو" إما بإعلان نفسه مرشحا للرئاسة عام 2019، أو التنحي من الآن عن الزعامة، لاختيار زعيم يعتزم الترشح للرئاسة، والعمل على هذا الأساس".

لا يوجد بعد الآن منصب رئاسة الوزراء

النظام الرئاسي يدفع بزعيم حزب سياسي إلى أن يرشح نفسه في سباق الانتخابات الرئاسية، وسيعمل الرئيس المنتخب من قبل الشعب على تعيين نائب له، بديلا عن منصب رئاسة الوزراء، وبالتالي لن يكون بمقدور حزب سياسي من الوصول إلى سدة الحكم، ما لم يصبح زعيمه رئيسا للجمهورية.

الواقعية السياسية

وهذا يعني، أنّ قائد الحزب عندما يكون قائدا بمعنى الكلمة، فمن المستحيل ألا يتبوّأ ذلك القائد منصب رئاسة الجمهورية، ولكن عندما يكون قائد الحزب، قائدا بالاسم فقط، دون أن يكون قائدا فعليا، فعند ذلك ستكون سياسة الحزب هشة، وأقرب إلى اللعب منه إلى الواقعية والجدية. بعبارة أخرى، إن تغيير الدستور بطريقة أو بأخرى انعكس على النظام الداخلي للأحزاب السياسية.

تحزيرات بايكال

إن كلام دنيز بايكال الشارح لكليجدار أوغلو الوضع الجديد، والناصح له كيفية التعامل مع الوضع الجديد، كان عبارة عن الإشارات الأولى للعاصفة التي حدثت داخل الحزب، وطلب "محرم إنجيه" النائب في البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري، بعقد مؤتمر استثنائي للحزب، لإجراء تغييرات في القيادة، كان بدوره نذير عاصفة أخرى داخل الحزب. وإدخال اسم عبد الله غل ضمن تصريحات حزب الشعب الجمهوري لم يكن سوى محاولة لنفاق سياسي من قبل الحزب، إذ قال دنيز بايكال: "من الممكن أن يكون "عبد الله غل" المرشح للانتخابات الرئاسية في عام 2019، ممثلا عن الأصوات المعارضة للدستور الجديد والتي بلغت نسبتها 48.4 بالمئة.

باتجاه النظام الجديد

سنرى كيف سيتغلب "كمال كليجدار أوغلو" زعيم حزب الشعب الجمهوري على العاصفة الجديدة داخل حزبه، ولا سيما أنّه هو القائد الذي هزم في كل انتخاب واستفتاء أجري منذ استلامه للزعامة.

وأظن أنّه من الأفضل لحزب الشعب الجمهوري أن يشغل نفسه وحزبه بكيفية التعامل مع النظام الجديد، بدلا من أن يشغل نفسه بنتائج الاستفتاء، والبحث عن الجهة التي فازت والجهة التي خسرت.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس