محمد بارلاص-صحيفة صباح- ترجمة وتحرير ترك برس

بما أن المؤتمر الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية سينعقد في تاريخ 21 أيار / مايو، فإن أكبر مسرحية في تاريخ الجمهورية التركية ستنتهي مع حلول ذلك التاريخ، اسم المسرحية التي ستنتهي هو "رئيس الجمهورية المحايد".

استمرار اللعبة

حتى تاريخ الاستفتاء الأخير الذي أجري في 16 نيسان / أبريل، كافة الدساتير كانت قد فرضت مسرحية رئيس الجمهورية المحايد على العالم السياسي. واللاعبون المؤقتون، وكذلك المشاهدون، كانوا على معرفة تامة بحجم حيادية رؤساء الجمهورية، التي روّج له، ولهذا السبب لم يجد أحد ما من داع لتوجيه نداء في سبيل الرجوع إلى العالم الواقعي، وعدم العيش في عالم افتراضي كاذب".

الجنرالات

وصل الأمر مؤخرا إلى حدّ خرج معه الموضوع عن مساره بشكل كبير، حيث تحوّل انتخاب الجنرالات المتقاعدين كرؤساء جمهورية محايدين إلى أمر طبيعي واعتيادي. والضباط الذين تورطوا في محاولة الانقلاب الفاشلة كانوا فيما بعد سيرشحون أنفسهم لرئاسة البلاد.

هل بالفعل كان حياديا أم عكس ذلك؟

إنّ السياسيين المدنيين ما زالوا يواصلون اللعبة فيما بينهم. على سبيل المثال عندما انتخب مؤسس حزب الديمقراطي "جلال بيار" رئيسا للجمهورية من خلال الأصوات التي حصل عليها من قبل نوّاب حزبه، أُثير جدل كبير آنذاك حول حقيقة حياديته وانفصاله عن حزبه، إذ بعيد توليه للرئاسة، والذي من المفترض أن يكون قد انفصل بعده عن حزبه في سبيل الحيادية، كان يحمل عصا بيده عليها حرفا "الحاء والدال" اختصار لكلمتي الحزب الديمقراطي.

بعد وفاته عدّوه حياديا

الراحل "تورغوت أوزال" مؤسس حزب الوطن الأم، كذلك الأمر انتخب رئيسا للجمهورية من خلال حصوله على أصوات نوّاب حزبه، منافسو أوزال لم يصدقوا حياديته وانفصاله عن حزبه، إلا أنّه بعيد وفاته بدؤوا بمدحه على أنّه كان حياديا.

سليمان ديميرال وأحمد نجدت سيزار

ديميرال الحيادي أصبح رئيسا للجمهورية، ديميرال كان حياديا لدرجة أنّه لم يوكل مهام رئاسة الوزراء لـ طانسو شيلر التي كانت ذات الغالبية العظمى في البرلمان التركي. وأحمد نجدت سيزار، عبّر عن حياديته، عندما أصبح رئيسا للجمهورية، ورمى بكتيب الدستور بوجه "بولنت أجاويد"، ومن ثم من خلال رفضه لقرارت حزب العدالة والتنمية.

اللعبة توشك أن تنتهي

آخر الرؤساء الحياديين هما "عبد الله غل ورجب طيب أردوغان"، في تاريخ 21 أيار / مايو سيعود أردوغان إلى زعامة حزبه، وأخيرا لعبة رئيس الجمهورية المحايد ستنتهي.

وجدير بالذكر أنّ أردوغان لم يكن كسابقيه "يدعي الحيادية، ومن ثم يواصل ارتباطه بالحزب"، إذ الرئيس أردوغان قبل توجّه الشعب التركي إلى صناديق الاقتراع  تاريخ 16 نيسان / أبريل، أعلن من خلال إشارات أعطاها بأنه لن ينفصل عن حزبه

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس