ترك برس

شهدت علاقة تركيا باليونان عداوات كثيرة لفترة طويلة، لكنها أخيرًا ترى انبثاق علاقة دافئة وخطوة مشجعة من شعب كلا البلدين اللذين يتقاسما تاريخًا مشتركًا. وكان المارثون الجزئي الذي بدأ في مدينة أدرنة التركية وانتهى في كاستانيز اليونانية آخر مؤشر على تحسن العلاقة بين البلدين.

يُعتبر السباق نصف السنوي الذي يُعقد للمرة الثالثة هذا العام من بنات أفكار "جمعية الصداقة التركية البلغارية اليونانية" وهي  منظمة محلية غير ربحية تعمل على تحسين التفاعل الثقافي بين الدول الثلاث التي تتقاسم الحدود.

دعمت السباق كل من ولاية أدرنة ووزارة الشباب والرياضة التركية. وبعد حفلة قصيرة لإحماء المتسابقين بدأ المارثون من أمام جامع السليمية التحفة الشهيرة للمعماري سنان الذي يعود للقرن السادس عشر، ونقطة الاستدلال لمدينة أدرنة الشمالية الغربية التي كانت العاصمة السابقة للإمبراطورية العثمانية، عَبَرَ الرياضيون نهر ماريتسا في منطقة كارا آغاش مرورًا بمعلم آخر يعود إلى العصر العثماني، وهو جسر مجيدية الذي يعود إلى القرن الثامن عشر.

وفي مثال نادر للتخفيف الأمني على الحدود بين البلدين، لم يقم ضباط الجمارك التركية واليونانية بأداء فحوصات تأشيرات الدخول والجوازات أثناء عبور الرياضيين إلى اليونان من بوابة بازارباشي الحدودية. ركض العدائون من خلال المعبر تحت العيون الساهرة للجنود الذين يحمون كلا الجانبين. وبعد جولة قصيرة في المدينة اليونانية، عادوا إلى نقطة الانطلاق أمام مسجد السليمية لاستكمال الجري.

وكان المتنافسون يرمون شيئًا رمزيًا كلّما أنهوا كيلومترًا واحدًا من الماراثون داخل الأراضي اليونانية حتى بلدة كاستانيز، ثم يعودون إلى نقطة الانطلاق على الطريق نفسه.

وقد تمكّن "سولتي غير تيمبري" من إثيوبيا من إنهاء السباق أولًا في فئة الرجال في ساعة و6 دقائق و12 ثانية، رغم قوله إن الحر الشديد قد غلبه. وتلاه زميله "جيتي جيلاو" بساعة و7 دقائق و45 ثانية، ثم "نوري كومور" من تركيا بساعة و7 دقائق و56 ثانية.

وقد احتلت اللاعبة التركية "توبا بازكورت باتور" بساعة و43 دقيقة و59 ثانية المرتبة الأولى في فئة السيدات، تلتها "سيدا كورت أوغلو" بساعة و39 دقيقة و9 ثوانٍ، ثم "أكشي غول كوكجه" بساعة و45 دقيقة و32 ثانية.

وقالت باتور: "لا أكترث إن لم أفز، لقد كان الأمر حول الصداقة، دعم المتنافسون بعضهم البعض وقد رأينا الهتافات لنا على طول الطريق إلى اليونان، هذه المرة الأولى التي أشارك بها وأنا سعيدة حقًا بالجو هنا".

وفي هذه الأثناء، ظهر اللاعبان التركيان "حسين بورغاز" و"بلال غون" بين المتنافسين أثناء سيرهم كل الطريق ببدلات وربطات عنق زُينت بالعلم التركي. وقال بورغاز: "حاولنا أن نري الناس أنه لا يهم ما الذي ترتديه طالما قررت أن تركض".

وعلى الرغم من أن تركيا واليونان تملكان إرثًا ثقافيًا مشتركًا، إلا أن العلاقات بين البلدين كانت فاترة في أفضل حالاتها منذ غزو اليونان لتركيا الغربية الذي انتهى فقط بعد حرب الاستقلال التركية في 1920.

بصرف النظر عن النزاع حول السيادة في بحر إيجة الذي يفصل بين الجارتين، فإن الأتراك واليونانيين يختلفون أيضًا حول أصل حلوى البقلاوة وطبق الدولما (المحشي) اللذين ينسب كل منهما الملكية له، فضلًا عن أصل سلالة الكلاب المميزة الخاصة بتركيا.

وكانت تركيا واليونان دائمًا على وشك الحرب مع المحارشات المستمرة للطائرات الحربية للجيشين على بحر إيجه، لكن العلاقات على المستوى الدولي تحسنت إلى حد كبير منذ انتخاب الكسيس تسيبراس رئيسًا للوزراء عام 2015.

ولا تزال تركيا تنتقد اليونان، خصوصا لإيوائها عددًا من المشتبه بالإرهاب من المواطنين الأتراك، ورفضهم تسليم الجنود الأتراك الذين هربوا إلى بلادهم بعد أن شاركوا فى محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!