جامع فتحية في أثينا

ترك برس

صرح رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس يوم الأربعاء بأن الحكومة اليونانية ستبدأ ببناء مسجد ومقبرة للأقليات المسلمة في المدينة.

جاء ذلك في كلمة له في المجلس الأوروبي بستراسبورغ، تطرق فيها إلى تدفق اللاجئين وجهود الحكومة اليونانية لتحسين الحقوق الأساسية للأقليات التي تعيش في اليونان.

وتُهمّ تعهدات تسيبراس الجديدة 200 ألف مسلم يعيشون في اليونان، في وقت تُعرف فيه أثينا بأنها العاصمة الأوروبية الوحيدة التي لا يوجد فيها أي مسجد.

وفي تعليق لها على هذا المشروع وأثره على العلاقات التركية اليونانية الثنائية، قالت سلفيا ترياكي من مركز التوجهات السياسية العالمية (GPOT) في إسطنبول إن "المشروع له بعد اجتماعي أكثر منه ديني"، مؤكدة في الوقت نفسه أنه سيترك أثرًا إيجابيًا على العلاقات التركية اليونانية.

ونوّهت ترياكي إلى أن المشروع موضوع على الطاولة منذ وقت طويل ولذلك لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه "شيء جديد"، مضيفة أن المشروع "جزء من تحسين حقوق الأقليات في اليونان، ولكن هذه المرة شملت الحزمة المقبرة كذلك".

الصحيفة اليونانية فانا ستيلو من أغورا نيوز قالت إن "بناء المسجد والمقبرة الإسلامية أمر كان ينبغي أن يتم منذ سنوات".

وأشار ستيليو بيربيراكيس الصحفي اليوناني من أثينا في تصريح لصحيفة صباح إنّه على الرغم من موافقتها على مشروع المسجد فإن الحكومة اليونانية لم تُلبّي التطلّعات حتى الآن. وقال إن "القدرة الاستيعابية للمسجد المُزمع بناؤه لن تتجاوز ألف شخص، في حين أن عدد المسلمين في أثينا يتجاوز 200 ألف".

وأضاف بيربيراكيس أن المسلمين في أثينا يعتقدون أن هذه ستكون خطوة رمزية، وقال: "لكن بالطبع هم يرغبون بوجود مسجد، حتى لو كان رمزيًا. وقد يطالبون حتى بمركز ثقافي إسلامي".

وأشار الصحفي اليوناني إلى أن الاقتراح تمّت الموافقة عليه من قبل البرلمان، مضيفًا أن "تنفيذ المشروع سيكون له تأثير إيجابي على العلاقات التركية اليونانية. ومع مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي، أعتقد أنّنا بحاجة إلى بعضنا أكثر من أي وقت مضى".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد عرض لرئيس الوزراء اليوناني السابق أنتونيس ساماراس فرصة المساعدة في بناء المسجد في أثينا في عام 2013 إذا وافقت الحكومة اليونانية على بناء المسجد. وكانت تركيا قد نصحت اليونان بالبدء بمشروع بناء المسجد والمقبرة للأقليات المسلمة في أثينا.

ووعدت السلطات اليونانية سابقًا بإعادة بناء مسجد فتحية العثماني التاريخي، لكن المسجد استُخدِم كمتحف منذ عام 2015، بدلًا من أن يكون مكانًا للعبادة.

وفي السنوات الأخيرة قالت السلطات التركية إن تركيا ستعيد افتتاح إكليريكية هالكي، التي أُغلِقت في عام 1971، مُقابل إعادة الحكومة اليونانية فتح مسجد فتحية. ولا زال مستقبل إكليريكية هالكي ليس واضحًا في هذه اللحظة، لكنّ التوقعات بوجود تأثير إيجابي للسياسات اليونانية الأخيرة على العلاقات بين البلدين ما زالت قائمة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!