كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

بحسب تقارير رسمية للاستخبارات الألمانية يقيم حوالي 14 ألف عضو في حزب العمال الكردستاني في ألمانيا. وعلى الرغم من الدعم الذي يحظى به الحزب من البلدان الأوروبية الأخرى إلا أن ألمانيا هي البلد الأكثر احتضانًا له، ما دفعه إلى تحويلها إلى مركز سياسي لفعالياته. يدير الحزب أنشطته السياسية والدبلوماسية وموارده المالية والبشرية على نحو أوسع من ألمانيا. 

لم يتضح حتى اليوم السبب في إفساح ألمانيا كل هذا المجال أمام حزب العمال الكردستاني. لماذا تضطلع برلين بحماية هذه المنظمة الإرهابية؟ هذا ما يثير فضول الشارع التركي.

لا يمكن الحديث عن عداوة تاريخية بين تركيا وألمانيا. وعند النظر إلى الماضي نجد أن هناك "صداقة تاريخية" بين البلدين، إلى درجة أنه كان هناك وحدة مصير بينهما إبان الحرب العالمية الأولى. 

إذا ما السبب في العداء الألماني الحالي تجاه تركيا، وإلى ماذا يستند؟

لا يمكن تفسير تقديم ألمانيا كل هذا الكم من الدعم إلى حزب العمال الكردستاني بالتنافس الاقتصادي وصراع المصالح بين البلدين. لو كان الأمر يتعلق بإيران ربما كان ذلك التفسير مقبولًا، لكونهما يتقاسمان المنطقة نفسهما ولديهما حدود مشتركة يجعل من عرقلة أحدهما الآخر منطقيًّا. لكن نمو تركيا وتزايد قوتها لا يشكلان تهديدًا للمصالح الاستراتيجية الألمانية، ولا يكفيان في الوقت ذاته لتفسير الدعم المقدم لمنظمة إرهابية كحزب العمال الكردستاني.

التعليل الواقعي الوحيد للعداء الألماني تجاه تركيا يمكن تفسيره بخضوع برلين لنفوذ القوى العالمية. فألمانيا التي أفسحت المجال أمام حزب العمال وقدمت له الدعم، تعمل وكيلًا للقوى العظمى على صعيد سياسات الشرق الأوسط. 

منذ الحرب العالمية الثانية وألمانيا ليست دولة مستقلة، وهي خاضعة لاحتلال ونفوذ القوى العالمية منذ سقوطها في الحرب.

تستخدم القوى العالمية حزب العمال الكردستاني كمفتاح لتأسيس "إسرائيل ثانية" في منطقة الشرق الأوسط، وتسعى إلى إعادة تشكيل المنطقة من جديد. لا يمكن تعليل جثوم الغرب على صدر الشرق الأوسط بسبب آخر. وبطبيعة الحال لا يتعلق الأمر بمفتاح بسيط، وإنما مفتاح يمتلك أرضًا ومجتمعًا وجيشًا ودولة. 

تأتي تركيا في طليعة البلدان المستهدفة من موجة الاعتداءات التي أطلقها النظام الغربي ضد الإسلام. 

حزب العمال وجماعة فتح الله غولن هما تنظيمان تستخدمهما القوى العالمية رأس حربة ضد تركيا، وهذان التنظيمان ينالان دعمًا كبيرًا في كل مكان تسيطر عليه القوى العالمية، التي سعت لتقديمهما على أنهما شأن تركي داخلي، لكن هذا الادعاء سقط. فقد اتضح أن التنظيمين صنيعة الغرب، وأصبح من غير الممكن الاستمرار في خداع الشارع التركي. 

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس