بولنت إرانداتش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

أوشك الانقلاب المنفّذ من قبل دمى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، خدم البنتاغون، وحلف الشمال الأطلسي وعناصر تنظيم الكيان الموازي، والذي استهدف تركيا ليلة 15 تموز / يوليو، أن يصادف الذكرى السنوية الأولى لوقوعه.

كان التصريح الذي أصدره الرئيس أردوغان في هذا الصدد لافتاً للانتباه، إذ قال: "لن نسمح بنسيان أحداث ليلة 15 تموز/يوليو، أوغض النظر عن الخيانة التي واجهتها تركيا في تلك الليلة، أو حتى الوقوف في وجه معاقبة من شارك في تلك الخيانة. لن ننسى عتاب الشهداء والذين أصيبوا تلك الليلة، وملايين الناس الذين خرجوا حينها للحفاظ على بلادهم على حساب أرواحهم. كان البعض يهرب من المطار في أثناء الأحداث –في إشارة منه إلى كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري- لكن في المقابل كان هناك من يسير سعياً إلى الشهادة في ذلك المطار، وهذا هو الفرق".

عند النظر فيما يصدر عن كليجدار أوغلو من خطابات ورسائل، ولا سيّما مع الاقتراب أكثر نحو الذكرى السنوية للمحاولة الفاشلة، نجد أنه يعمل في مشروع يسعى من خلاله إلى طي أحداث ليلة الانقلاب في طيات النسيان.

كتب "أحمد كيكيتش" مقالة توضح الجدل القائم حول من سيكون رئيس الوزراء لو أنّ الانقلاب نجح؟"، وتتضمن تحليلات مهمة عن سبب اختيار تنظيم الكيان الموازي لكليجدار أوغلو:

"الجواب بسيط جداً. شهدت تركيا 4 انتخابات كبيرة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، نفّذ كليجدار أوغلو خلالها كل ما طلبه تنظيم الكيان الموازي منه، قال ما يخدم مصالح التنظيم خلال خطاباته، كما استخدم مشاهد مزيفة وتسجيلات صوت محرّفة. أما الآن فهو ينظّم مسيرة أسماها بمسيرة العدالة، وهي أيضا من أجل تنظيم الكيان الموازي. ما كان التنظيم ليجد رئيس وزراء أفضل من كلجيدار أوغلو".

للتوضيح أكثر، تمكن الانقلابيون من الإطاحة بشهيد الحرية "عدنان مندريس" خلال انقلاب 27 أيار/مايو، ثم عينوا زعيم حزب الشعب الجمهوري "عصمت إينونو" في منصب رئاسة الوزراء. قاموا بانقلاب 12 آذار/مارس، ثم أعطوا منصب رئاسة الوزراء لـ نهاد إيريم" المنفصل عن حزب الشعب الجمهوري. أوشكوا أن يعينوا "نجدت كالبي" مدير قلم الرئيس عصمت في منصب رئاسة الوزراء أو نائب رئيس الوزراء بعد دفعه إلى تأسيس الحزب الشعبي فيما جاء بعد 12 أيلول/سبتمبر. عينوا "إردال إينونو" زعيم الحزب الشعبي الاجتماعي الديمقراطي نائباً لـ "سليمان دميريل" زعيم حزب الطريق القويم ورئيس الوزراء في تلك الفترة. كما أطاحوا بالرئيس "نجم الدين أربكان" في انقلاب 28 شباط/فيراير. عينوا "مسعود يلماز" رئيساً للوزراء، وزعيم الحزب الشعبي الاجتماعي الديمقراطي "بولينت أجاويد" نائباً له. حاول "أجدر" جاهداً خلال محاولات تعيين كمال كليجدار أوغلو في منصب رئاسة الوزراء خلال انتخابات 7 حزيران 2015. أوشكوا على تأسيس حكومة ائتلافية مؤلفة من حزبي الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي لولا وقوف الزعيم القومي رجب طيب أردوغان في وجههم.

لا تلتفتوا إلى تظاهر كليجدار أوغلو وكأنه معارض للانقلاب. لم ننس بعد هروبه من المطار واختباءه في منزل رئيس بلدية "باكر كوي" القريبة من المطار في إسطنبول، إلى صباح اليوم التالي، ثم ظهوره بعد تأكده من فشل الانقلاب في تحقيق غاياته. لم ننس الدبابات الانقلابية التي صفقت لها جماهير حزب الشعب الجمهوري في شارع  بغداد بعد.

الخلاصة:

لم ينجح حزب الشعب الجمهوري في أي انتخاب منذ سنة 1950 إلى الآن. تتمسك بالسلطة من خلال الانقلابات فقط. إذاً لو نجح الانقلاب، من سيكون في منصب رئيس الوزراء؟ .. لا شكّ في تقديم هذا العرض لـ "كمال كليجدار أوغلو" أولاً.

عن الكاتب

بولنت إرانداتش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس