ترك برس

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنّ البلدان التي تنظر إلى الدول الافريقية على أنها حديقة خلفية لهم، لن تتمكّن من عرقلة تطور وازدهار القارة الافريقية.

وجاءت تصريحات أردوغان هذه في كلمة ألقاها خلال مأدبة عشاء، في قصر دولمة بهتشه، بمدينة إسطنبول، على هامش مؤتمر دولي بعنوان "الصحة في إفريقيا"، حيث قال فيه إنّ بلاده كانت وستظل صديقة لشعوب القارة الافريقية التي عانت كثيراً من استعمار بعض الدول الغربية، وأنّ المساعدات التركية المقدمة لتلك الدول ناتجة عن إيمان أنقرة بمبدأ الأخوة وليس طمعا بثروات تلك الدول.

وأوضح أردوغان أنّ تركيا ستبقى إلى جانب شعوب القارة الافريقية وستستمر في الدفاع عن حقوقهم في كافة المحافل الدولية، مبيناً أنّ أنقرة لا تسعى إلى استغلال ثروات الدول الافريقية، بل تعتبر نفسها صديقة لهذه الدول وقت الضيق.

وتابع أردوغان قائلاً: "نرى اليوم حجم المأساة والدمار الذي خلفته تلك الدول التي تحاول إعطائنا دروسا في الديمقراطية والحرية، فتلك الدول بنت حضارتها عبر استغلال ثروات وجهود الدول الافريقية، ونحن في تركيا سنستمر في فضح جرائمهم وانتهاكاتهم بحق القارة الافريقية".

واضاف أردوغان أنّ تركيا لم بترم ظهرها إلى القارة الافريقية، وأنّ السنوات الـ 12 الأخيرة شهدت تطوراً كبيراً في العلاقات الثنائية التي تربط بين أنقرة والعديد من العواصم الافريقية.

وأشار أردوغان إلى أنّ العلاقات التركية مع دول القارة الافريقية شهدت ازدهاراً كبيراً في عهد حكومات حزب العدالة والتنمية، لافتاً أن بلاده أطلقت في عام 2005 حملة الانفتاح على القارة الإفريقية، وزادت عدد سفاراتها في دولها.

واردف أردوغان قائلاً: "قبل 10 أعوام كان عدد السفارات التركية في القارة الافريقية 12، وقمنا برفع هذا العدد إلى 39، كما وصل عدد سفارات الدول الافريقية في تركيا إلى 33 سفارة، والخطوط الجوية التركية تحلق إلى 51 نقطة مختلفة في 32 دولة افريقية".

وأوضح أردوغان أنّ حجم التبادل التجاري بين أنقرة والعواصم الأفريقية كانت بحدود 7 مليار دولار في عام 2005، وأنّ هذا الرقم ارتفع إلى 17 مليار دولار مع نهاية عام 2016.

وأوضح أردوغان أنّ التطور الكبير الذي طرأ على علاقات تركيا مع دول القارة الافريقية خلال السنوات الأخيرة، يؤكد على حرص بلاده على بناء تعاون طويل الأمد مع إفريقيا، على أساس المساواة، والربح والاحترام المتبادلين، ويشير إلى نظرة تركيا الأخوية تجاه شعوب القارة الافريقية.

واستطرد أردوغان في هذا السياق قائلاً: "عندما كنت في منصب رئاسة الوزراء، زرت الصومال في وقت لم يكن أحداً من المسؤولين يتذكر وجود هذا البلد، وعندها قمنا بتغيير نظرة العالم إلى الصومال، واسسنا حينها هناك أكبر سفارة لنا في العالم".

وشدد أردوغان على أن إفريقيا هي القارة الأكثر ديناميكيةً وثراءً اقتصادياً وتجارياً وبشرياً، ولا يمكن لأي قوة أن تمنع تفعيل تلك الإمكانيات، وأنّ تركيا لا تنظر إلى إفريقيا على أنها قارة بكر، ولا تسعى لاستغلال مواردها.

وفيما يخص الخدمات والمساعدات التركية المقدمة إلى الصومال، قال اردوغان: "قامت إحدى الشركات التركية بإنشاء مطار مقديشو، وساهم هذا المطار في تحقيق الدولة الصومالية دخلا كبيراً، كما قمنا ببناء مستشفى كبير هناك، ونقوم بتعليم الطلاب الصوماليين في بلادنا ونعيدهم بعد ذلك إلى بلادهم كي يشاركوا في نهضتها".

وأكّد أردوغان أنّ تركيا تقدم المساعدات الإنسانية للدول الفقيرة والأقل نمواً، انطلاقا من مبدأ أداء الواجب الانساني والأخلاقي والديني، مشيراً أنّ بلاده ساهمت بمساعدات عينية ونقدية تقدّر بـ 5 مليون دولار للقضاء على وباء "إيبولا" الذي أودى بحياة 12 ألف شخص في المناطق الغربية للقارة الافريقية.

كما اكّد أردوغان أنّ بلاده مدت يد العون للشعب الصومالي عندما كان يعاني من الجفاف والجوع عام 2011، وانّ تركيا تمنح آلاف المقاعد للطلاب الافارقة في جامعاتها سنوياً. 

يذكر أنّ أردوغان أجرى  أكثر من 30 زيارة رسمية إلى 23 دولة إفريقية خلال السنوات العشرة الماضية، وأنّ هذه الزيارات ساهمت في تعزيز وتطوير علاقات الجانبين في العديد من المجالات.

ولم يكتف أردوغان بزيارة دول القارة الإفريقية ودعوة نظرائه لزيارة تركيا، بل شجّع على تعزيز العلاقات بين الشعوب والجامعات ومراكز الأبحاث، والمنظمات المدنية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!