أحمد فارول - صحيفة يني أكيت - ترجمة وتحرير ترك برس

يلجأ نظام الاحتلال الصهيوني منذ مدة طويلة إلى أساليب مختلفة لتنفيذ خطة تقسيم المسجد الأقصى في القدس. في هذا السياق، يتعاون نظام الاحتلال مع المنظمات الصهيونهة الأخرى المعروفة بالتشدد. ينفذ اليهودييون عمليات اقتحام يومية على المسجد الأقصى بهذا الهدف.لا تنفّذ هذه الاقتحامات بهدف الزيارة، بل إنها محاولة تأسيس بنية تحتية لمطالبة اليهوديين بحصة من المسجد الأقصى، وبالتالي تنفيذ خطة التقسيم المستهدفة.

إذ تتسبب هذه الاقتحامات المنفّذة تحت حماية نظام الاحتلال وتنظيم المنظمات الصهونية بإزعاج شديد بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني. لهذا السبب يجب أخذ الأحداث التي وقعت في 14 تموز/يوليو يوم الجمعة، والعمليات التي نفذها الشباب الفلسطيني ضد شرطة الاحتلال والاشتباكات التي وقعت في هذا السياق بعين الاعتبار.لأن هذه العمليات التي نفّذها الشباب الفسلطيني كانت بمثابة رد فعل على الاقتحامات اليومية التي تنفذها المجموعات اليهودية تحت حماية شرطة الاحتلال على المسجد الأقصى. إذ تسببت هذه الاشتباكات الناتجة عن رد الفعل المذكور بمقتل اثنين من شرطة الاحتلال وإصابة واحد منهم بجروح بليغة، في حين لقي الشباب الفلسطينيون الثلاث المنفذين لهذه العملية حتفهم على يد قوات الاحتلال خلال هذه الاشتباكات.

منعت سلطات الاحتلال تأدية صلاة الجمعة "التي يشارك أكثر من 100 ألف شخص في تأديتها كل أسبوع" في المسجد الأقصى ، متحجّجةً في ذلك بالأحداث التي وقعت خلال 14 تموز/يوليو. استمر نظام الاحتلال الصيهوني منذ سنة الـ 1969 إلى الآن في منع تأدية بعض أوقات الصلاة في المسجد الأقصى، إلا أنه لم يسبق أن تجرّأ على منع تأدية صلاة الجمعة إلى الآن. يعود السبب الحقيقي في ذلك إلى خشية نظام الاحتلال للنتائج التي ستتولد في حال منع تأدية صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وليس بسبب تسامحه وتساهله مع الشعب الفلسطيني. كانت الغاية الرئيسية لنظام الاحتلال هي إغلاق المسجد الأقصى بشكل كامل لمنع تأدية المسليمن للعبادات المفروضة عليهم، إلا أنه لم يجرؤ على تنفيذ غايته بسبب إدراكه لمدى خطورة النتائج التي ستتولد في هذا الصدد. لذلك لم يكن من المتوقّع أن يبق المسلمون، وخصوصاً أهل مدينة القدس، صامتين حيال إغلاق مسجد الأقصى لمنع تأدية صلاة الجمعة، مهما كانت الحجج والمبررات.

على الرغم من منع نظام الاحتلال لتلاوة الآذان وتأدية صلاة الجمعة داخل المسجد الأقصى، إلا أن المسلمين اجتمعوا لتأدية صلاة الجمعة في المسجد. حاصرت شرطة الاحتلال المسجد الأقصى من جميع الجهات بهدف منع المسلمين من دخول المسجد، إلا أن المسلمين قاموا بتأدية صلاة الجمعة حول ساحة المسجد.

أغلقت قوى الاحتلال المسجد الأقصى مانعةً تأدية جميع الصلوات لمدة يومين عقب الأحداث التي وقعت خلال صلاة الجمعة. واجهت هذه المعاملة ردود الفعل في جميع أنحاء فلسطين والعالم الإسلامي.إذا اضطرت قوى الاحتلال نتيجة ضغط ردود الفعل والاحتجاجات التي واجهتها إلى الإعلان عن فتح المجال لزيارة المسجد الأقصى وتأدية العبادات داخله، بدءاً من يوم الأحد الموافق لتاريخ 16 تموز/ يوليو. لكن في هذه المرة وضعت أجهزة كشف الكترونية على الأبواب التي سمحت للمسلمين بالدخول عبرها، وطالبت المسلمين بالمرور عبر هذه الأجهزة أثناء دخولهم للمسجد. رفض المسلمون المرور عبر هذه الأجهزة. لأن قبول المسلمين المرور عبر أجهزة الكشف يعني فتح المجال أمام قوى الاحتلال لإبقاء هذه الأجهزة على أبواب المسجد بشكل دائم، وبالتالي حصار المسجد من جميع الجهات، إضافةً إلى تصعيب أمور المسلمين أثناء دخولهم لتأدية عباداتهم داخل المسجد. لذلك قام المسلمون بتأدية الصلوات أمام باب الأسباط، رافضين المرور عبر أجهزة الكشف. كما حدثت بعض الاشتباكات بين قوى الاحتلال، والمسلمين القادمين لتأدية الصلاة في بعض الأوقات.

هاجمت قوى الاحتلال المسلمين المؤدين لصلاة العشاء أمام باب الأسباط في ليلة 18 تموز/ يوليو، مما أدى إلى إصابة 35 شخصاً على الأقل من المسلمين، ذلك إلى جانب إصابة "عكرمة صبري" خطيب المسجد الأقصى وأحد كبار العلماء في فلسطين.

نظراً إلى هذه الأحداث، طالبت حركة حماس الشعب الفلسطيني بالخروج إلى الميادين دعماً للمسجد الأقصى في يوم الجمعة القادم، والذي أسمته بـ "جمعة الغضب".

عن الكاتب

أحمد فارول

إعلامي تركي، كاتب لدى صحيفة يني عقد التركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس