أحمد كيكيتش – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

رد وزير خارجيتنا مولود تشاوش أوغلو الرد اللازم على سخافات الأمين العام للناتو، ووجه إليه ما يمكن اعتباره "مذكرة دبلوماسية". 

حان الوقت من أجل إعادة النظر في عضويتنا بالناتو، لأنه تحول إلى حلف عسكري مهمته إضعاف تركيا ودفاعاتها.

لنستذكر الفضيحة في المناورات الأطلسية.. استخدم الحلف صور أتاتورك وأردوغان كأهداف لضربها في المناورات.

يمكن للناتو أن يمرر الفضيحة بالاعتذار، وأن يبدو مقنعًا، وأن يظهر لبعض الجهات بأنه صادق في اعتذاره. فالأمين العام للحلف بادر بلهفة إلى الاعتذار مع انكشاف الفضيحة. 

أصدر بيان اعتذار وأدلى بتصريحات أعرب فيها عن أسفه الشديد. بل إنه اجتمع مع رئيس هيئة الأركان وتقدم باعتذار شفهي أيضًا. 

هذا ما حدث، قد يكون البعض اقتنع به. لكن هل زال الانزعاج التركي من هذه التصرفات؟ الإجابة: لا.

لا بد من القول إن هذا الحلف الذي ننتمي إليه يعمل منذ البداية ضدنا. كم مرة ضبطناه متلبسًا؟ تقف هذه المنظمة وراء كل الانقلابات في تركيا. 

أكثر ضباطنا المؤهلين يخضعون لتدريبات خاصة على يد الناتو. ولسبب لا ندركه يخرج من ينفذون الانقلابات من بين "أكثر الضباط المؤهلين".

كان الحلف يرى في تركيا عضوًا "يمكن تقبله" في فترة الحرب الباردة لأنها بمثابة رأس حربة وتقع في منطقة استراتيجية. انتهت الحرب الباردة وفقد الحلف بنسبة كبيرة وظيفته.

تحول الحلف إلى "درع مخيف" هدقه الاستجابة إلى طلبات الولايات المتحدة فقط، و"تهديد خفي" من أجل شرعة الهيمنة الأمريكية. 

كانت هذه المنظمة، التي فقدت غاية وجودها مع استسلام عدوها التقليدي، بحاجة إلى عدو جديد، وخلال فترة قصيرة تحول لون العدو من "الأحمر" إلى "الأخضر"، ليصبح "العالم الإسلامي" بأسره خصمًا جديدًا للحلف. 

لا يستطيع الناتو اليوم إقناعنا. حتى لو بدا أنه يعتبر تركيا محقة في عملية نبع السلام، إلا أنه بعيد عن الإقناع، لأننا نرى أصابع الحلف وحلفاءنا الغربيين في كل هجوم يستهدف استقلال تركيا. وهذا لا يدهشنا في الحقيقة. 

على الرغم من الالتزامات المتبادلة والاتفاقيات الموقعة لم يلبِّ الحلف أيًّا من "احتياجاتنا الدفاعية" حتى اليوم. تعلن بلدان الناتو الواحد تلو الآخر تعليق صفقات الأسلحة إلى تركيا. منذ سنين ونحن نحارب التنظيمات الإرهابية والأسلحة المسجلة في سجلات الناتو. 

علينا أن نتدبر أمرنا بنفسنا. أصبحنا ننتج بأنفسنا الصواريخ والدبابات والطائرات المسيرة والبنادق. ونعمل على بناء منظومة دفاعنا الجوي عن طريق شركاء آخرين (روسيا). فضلًا عن أننا، من جهة أخرى، نحارب التهديدات التي نواجهنا. 

عن الكاتب

أحمد كيكيتش

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس