ترك برس

من المقرر أن يزور رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم سنغافورة وفيتنام في 21-24 آب/ أغسطس الجاري لعقد لقاءات ثنائية ومنتديات أعمال، والعمل على دفع العلاقات كجزء من السياسة الخارجية التركية الجديدة متعددة الأبعاد. حيث سيزور يلدرم سنغافورة في 21-22 آب وفيتنام في اليومين التاليين، في أول زيارة لرئيس وزراء تركي إلى البلاد.

يُرافق يلدرم في الزيارة وزراء ورجال أعمال لحضور منتديات أعمال منظمة من قبل مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي (DEIK) بالتعاون مع وزارة الاقتصاد التركية.

وفي سعيها لتحقيق سياسة خارجية متعددة الأبعاد، تعمل تركي على تقوية العلاقات مع دول آسيا والمحيط الهادي بغض النظر عن بعد المسافة بين تركيا وتلك المنطقة. وقد عززت تركيا من خلال هذه السياسة ارتباطها باتحاد دول جنوب شرق آسيا “آسيان” التي أُسّست في عام 1967 بعضوية 10 دول، تتضمن سنغافورة وفييتنام. ويُعد دور هذا الاتحاد مهمًا إذ يعتبر القوة الاقتصادية السابعة عالميًا.

ولدى حضوره الاجتماع الخمسين لوزراء خارجية دول آسيان في 4 آب الجاري في العاصمة الفلبينية مانيلا، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن تركيا أصبحت شريكًا حواريًا مهمًا لدول آسيان. وخلال الاجتماع أكّد جاويش أوغلو نية تركيا لإنشاء بعثة دبلوماسية في كل دولة عضو في آسيان.

بدورها رحّبت دول اتحاد آسيان بوجود تركيا كشريك حواري. وأكّدت في الوقت نفسه أهمية وجود علاقات ثنائية بينها وبين تركيا.

وفي تعليق له على سياسة تركيا تجاه المنطقة، قال نائب منسق مؤسسة الأبحاث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في أنقرة “سيتا” محيي الدين أتامان لصحيفة ديلي صباح إن هذه الخطوات تعكس السياسة الخارجية متعددة الأبعاد لتركيا التي تضع اقتصاد التصدير نصب عينها. وقال: “لقد دفعت التوترات الأخيرة مع دول الاتحاد الأوروبي وضعف الآمال الاقتصادية من العلاقة مع هذه الدول، تركيا إلى تنويع سياساتها ووجهاتها الاقتصادية”.

تسعى تركيا إلى زيادة حجم التجارة وتطوير العلاقات الدبلوماسية مع دول آسيان. وكجزء من خطوات المبادرة، يعتبر خبراء زيارة يلدرم إلى سنغافورة وفيتنام على قدر كبير من الأهمية.

وقال قدير تميز الأكاديمي المختص في العلاقات مع آسيا في جامعة بوغازيتشي (البوسفور) لصحيفة ديلي صباح إنه من خلال تطوير تركيا لعلاقاتها مع دول آسيان، فإنها تركز كذلك على العلاقات الثنائية مع كل من الدول الأعضاء في الاتحاد. وقال: “يمكن النظر إلى زيارة يلدرم إلى سنغافورة وفيتنام باعتبارها جزءًا من هذه السياسة”.

وأضاف تميز: “يركز اتحاد دول آسيان منذ تأسيسه على الاتفاقات الأمنية لمواجهة التهديدات بعد الحرب الباردة. ومع ذلك، يسعى آسيان الآن إلى التحول إلى تكتّل يرعى التكامل الاقتصادي يشبه الاتحاد الأوروبي”، مشيرًا إلى أن “التطورات الأخيرة في العلاقات ستجلب مكاسب اقتصادية وتوجد فرصًا لتركيا”.

وتعتبر دولة سنغافورة مركزًا اقتصاديًا هامًا بفعل موقعها الاستراتيجي، وهي واحدة من أكثر الدول ديناميكية في جنوب شرق آسيا. وفي السنوات الأخيرة تطورت العلاقات التركية مع سنغافورة ليصل حجم التجارة بين البلدين من 200 مليون دولار في العقد الماضي إلى 780 مليون دولار في 2016.

علاوة على ذلك، عقد رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ في عام 2015 محادثات ثنائية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة العشرين، حيث وُقّعت اتفاقية تجارة حرة بين البلدين. وتمّت المصادقة على الاتفاقية ونشرها في الجريدة الرسمية في 15 آب الجاري. كما تسعى تركيا إلى عقد تحالف مع سنغافورة في مجالات أخرى.

ولم يزر في السابق رئيس تركي أو رئيس وزراء سنغافورة لذلك ستكون زيارة يلدرم الأولى من نوعها. وفي حديث في حفل بمناسبة اليوم الوطني في فيتنام، قال وزير التجارة والجمارك التركي بولنت توفنكجي: “إن هذه الزيارة ستكون علامة فارقة في العلاقات الثنائية”. ويتوقع أن يوقع البلدان اتفاقيات تجارية تهدف لزيادة حجم التبادل بين البلدين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!