ترك برس

نظّم "منتدى الفكر العربي" ندوة حول تطور الموقف التركي العام ومواقف هذه الأحزاب السياسية تجاه القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، بعد تأسيس الجمهورية التركية وتشريع نظام الأحزاب فيها في بداية الخمسينات.

وقال كوكخان بوزباش، الباحث والمحاضر في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة نجم الدين أربكان في ولاية قونيا التركية، إن القضية الفلسطينية والصراع المستمر بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذي بدأ في منتصف القرن العشرين، نتيجة ما أدت إليه الهجرة اليهودية وقيام دولة إسرائيل بعد صراعات دامية بين الإسرائيليين والعرب، هذا الصراع ما يزال "الأكثر تعقيداً" في العالم، ولا سيما مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال بوزباش إن فهم موقف الأحزاب السياسية التركية تجاه القضية الفلسطينية من أجل تقييم الموقف العام لتركيا، يعتمد على تقييم التصور حول هذه القضية لدى هذه الأحزاب، فتركيا الحديثة بلد صممه في الغالب أحزابه السياسية بعد نهاية الإمبراطورية العثمانية، وقد قامت الجمهورية على ميراث متعدد الجنسيات كدولة قومية عام 1923، وحتى عام 1950 عندما بدأت الحياة الحزبية التعددية، تم بناء هوية وطنية جديدة.

وأضاف أن الأحزاب في تركيا نشأت ضمن إطار من وجهات نظر مختلفة، فهناك حزب الشعب الجمهوري الذي هو حزب سياسي كمالي وديمقراطي اجتماعي يستند إلى الهوية الدستورية للأتراك، وإلى جانب هؤلاء الجمهوريين ظهرت الأحزاب الإسلامية والقومية بعد عام 1950.

وأوضح أنه فيما يتعلق بمواقف الأحزاب من القضية الفلسطينية، فإن التحليل يتطلب فصلها إلى ثلاثة أجزاء؛ إذ اعتبرت الأحزاب اليسارية أن القضية الفلسطينية هي قضية نضال وصراع بين الشعوب المضطهدة والقوى الاستعمارية، لذلك عملت هذه الأحزاب على دعم الشعب الفلسطيني في نضاله ضمن وحدة نضال الطبقات المضطهدة ضد الطبقات الرأسمالية.

أما الأحزاب القومية والوطنية فقد نظرت إلى الأمر بشكل مختلف فيما بينها – حسب بوزباش - فالقوميون الأتراك تعاملوا مع قضية فلسطين على أنها مشكلة العرب، بينما كانت فلسطين بالنسبة للقوميين الأكراد تشكل مجالاً من الفرص لتبرير الصراع الفلسطيني المسلح.

وتعاملت الأحزاب الإسلامية والمحافظة مع القضية الفلسطينية على أنها قضية إسلامية كون الشعب التركي هو جزء من الأمة الإسلامية، فضلاً عن أن القضية الفلسطينية هي فرصة لتذكير الشعب التركي بأنهم جزء من المجتمعات الإسلامية الأكبر، مما يشكل جزءاً من وعي الهوية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!